الدراسة أجراها باحثون بجامعة سري البريطانية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Clinical Cancer Research) العلمية.
وأوضح الباحثون أن العلاجات الحالية لسرطان المثانة تتمثل في التدخل الجراحي لإزالة الخلايا السرطانية في المثانة، لكن مشكلة هذا العلاج أنه يسبب معدل تكرار عال للورم يتراوح بين 50 إلى 70 في المائة، بالإضافة إلى ارتفاع معدل تطور الورم بين 10 إلى 20 في المائة على مدى فترة تتراوح بين عامين و5 أعوام.
وأضافوا أن هناك مسارا آخر للعلاج وهو العلاج المناعي. لكن له آثارا جانبية على حوالي ثلث المرضى، في حين أن حوالى ثلث مرضى سرطان المثانة لا يستجيبون لهذا الخيار العلاجي.
وفي الدراسة الجديدة، أجرى الفريق دراسته لاكتشاف فاعلية وأمان تعريض خلايا السرطان في المثانة لفيروس كوكساكي، وهو سلالة تحدث بشكل طبيعي نتيجة نزلات البرد الشائعة.
وقام الباحثون بإجراء تجربة على 15 مريضا بسرطان المثانة، قبل أسبوع واحد من إجراء جراحة لإزالة خلايا الورم، عبر حقن الأنسجة الداخلية لخلايا المثانة المصابة بالورم، بمحلول يحتوي على سلالة من فيروس كوكساكي.
وكشف فحص عينات الأنسجة بعد الجراحة، أن الفيروس كان انتقائيا للغاية، ويستهدف الخلايا السرطانية فقط في المثانة، ويترك جميع الخلايا الأخرى سليمة.
ووجد الباحثون أن الفيروس قد أصاب الخلايا السرطانية وكرر نفسه ما تسبب في تمزق خلايا السرطان وموتها، حيث كشفت عينات البول المأخوذة من المرضى أنه بمجرد موت خلايا السرطان المصابة بالفيروس، واصل الفيروس المكرر حديثًا مهاجمة المزيد من الخلايا السرطانية في المثانة.
وعادة لا تحتوي الأورام الموجودة في المثانة على خلايا مناعية، ما يمنع الجهاز المناعي للمريض من القضاء على السرطان أثناء نموه. وتشير الدلائل إلى أن العلاج باستخدام سلالة من فيروس كوكساكي، يجعل الخلايا المناعية تسرع لتهاجم السرطان، وتستهدف الخلايا السرطانية وتقتلها.
وتُعرف هذه الأورام الخالية من الخلايا المناعية بالمناطق "الباردة" مناعيا، لكن العلاج بالفيروس يسبب الالتهابات ويحفز الخلايا المناعية لخلق حرارة "مناعية" تجعلها أكثر عرضة لهجمات الجهاز المناعي.
وقال الدكتور هارديف باندا، قائد فريق البحث إن "سرطان المثانة هو مرض شائع للغاية ويتطلب خطة علاج طويلة في كثير من الأحيان، والعلاجات الحالية غير فعالة وسامة وهناك حاجة ملحة لعلاجات جديدة".
وأضاف أن "فيروس كوكساكي يمكن أن يساعد في إحداث ثورة في علاج هذا النوع من السرطان، إذ رصدنا موت الخلايا السرطانية في جميع المرضى وإزالة آثار المرض بعد أسبوع واحد فقط من العلاج، ما يدل على فعاليته المحتملة، ولم نلاحظ أي آثار جانبية كبيرة لدى المشاركين في الدراسة".
وسرطان المثانة هو واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعا، إذ يتم تشخيص ما يقرب من 76 ألف حالة جديدة لسرطان المثانة سنويا، في الولايات المتحدث الأميركية وحدها.
ويتطور المرض لدى الرجال حوالي 3 إلي 4 مرات أكثر من النساء، ويحدث سرطان المثانة غالبا لكبار السن، وتشمل أبرز علاماته الدم في البول والشعور بالألم عند التبول، وألم الحوض.
(الأناضول)