ثورة بوركينا فاسو ضد كمباوري: الجيش يتدخل ويحلّ البرلمان

30 أكتوبر 2014
المتظاهرون أضرموا النار بفندق يقيم فيه نواب (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن قائد القوات المسلحة في بوركينا فاسو، اليوم الخميس، حل الجمعية الوطنية (البرلمان) والسعي لتشكيل حكومة انتقالية وطنية يستمر عملها مدة لا تتجاوز 12 شهراً على الرغم من أنه لم يحدد من سيرأسها.

وقال الجنرال أونوري تراوري، في مؤتمر صحافي إنه "سيتم تنصيب جهة انتقالية بالتشاور مع كل الأحزاب. ومن المتوقع العودة إلى النظام الدستوري في مدة لا تزيد عن 12 شهرا". 

القرار العسكري أتى بعد مقتل 15 متظاهراً على الأقل، اليوم الخميس، في اشتباكات بين قوات الشرطة والحرس الرئاسي، ومتظاهرين غاضبين من محاولة رئيس البلاد تمديد بقائه في السلطة، أمام القصر الرئاسي بوغادوغو، وفق شهود عيان.

ولم تنته الاشتباكات بين الحرس الرئاسي والمحتجين الذين التحق بهم أكثر من 100 عسكري بقيادة وزير الدفاع السابق، الجنرال كوامي لوغي.

وقالت مصادر لوكالة "الأناضول"، إنه تمّ القبض على فرانسوا كمباوري، شقيق الرئيس، بليز كمباوري، في مطار واغادوغو، من قبل مجهولين، قبيل لحظات من فراره.

وتعيش بوركينا فاسو، على وقع أحداث عصيبة، إثر انتفاض الآلاف من المتظاهرين المعارضين لمشروع قانون تعديل المادة 37 من الدستور البوركيني، بما يسمح لكمباوري، الذي يمسك بزمام الحكم في البلاد منذ 27 عاماً، بالترشح لولاية ثالثة.

وكان من المنتظر أن يُعرض مشروع القانون المثير للجدل، اليوم الخميس، على نواب البرلمان، غير أنّ الأحداث المتواترة حالت دون ذلك، وهو ما أجبر الحكومة على إعلان سحبها المشروع المقترح.
وأعلن الرئيس البوركيني حالة الطوارئ وحلّ الحكومة، في حين دعا في بيان رئاسي المعارضة إلى إعادة الهدوء، وأرسل رئيس هيئة الأركان في الجيش إلى التفاوض مع زعماء المعارضة.

وفي وقت سابق، قام المتظاهرون باقتحام مقر البرلمان البوركيني بواغادوغو، قبل أن يضرموا فيه النار، كما اقتحموا مقرّات التلفزيون الرسمي الواقعة في المدينة نفسها، ما تسبّب في انقطاع البثّ.

وإثر ذلك، توجّه بعض المتظاهرين إلى فندق يقيم فيه نواب الغالبية الحاكمة، برئاسة كمباوري، وأضرموا فيه النار.

وتزايدت حالة الاحتقان السياسي في البلاد، منذ أن قدّم حزب "المؤتمر من أجل الديمقراطية والتقدّم" الحاكم، وحلفاؤه من "الجبهة الجمهورية" مشروعاً لتعديل الدستور، للبرلمان البوركيني في سبتمبر/أيلول الماضي.

ووصفت المعارضة المشروع على الفور بأنّه "استفزازي"، وضاعفت احتجاجاتها أخيراً، للحيلولة دون إجراء الاستفتاء حول تعديل الدستور، متّهمة أنصار كمباوري، بالعمل على "الاحتفاظ بالسلطة مدى الحياة".

المساهمون