وفي أوائل سبعينيات القرن العشرين، تم بناء سفن قادرة على نقل مليوني برميل يوميا من النفط الخام للحد من التعطيلات الناجمة عن إغلاق قناة السويس، ولتلبية الطلب العالمي المتنامي. والآن يعكف قطاع تجارة المنتجات على ابتكار مماثل.
فمع تحول الشرق الأوسط والساحل الأميركي المطل على خليج المكسيك إلى مراكز تكرير، يحتاج التجار إلى ناقلات أكبر من أي وقت مضى، لنقل المنتجات النفطية مثل البنزين ووقود الديزل ووقود الطائرات إلى أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية.
وبدأت سفن كانت تحمل النفط الخام من قبل، في نقل المنتجات بدلا من الخام، كما يجري بناء سفن جديدة خصيصا لنقل كميات أكبر من المنتجات النفطية بكفاءة أعلى.
وحجزت شركات عملاقة لتجارة النفط مثل فيتول وتوتال وشل بالفعل سفنا يمكنها نقل مليون برميل، بما يزيد على ثلاثة أمثال الحجم المعتاد لشحنة المنتجات النفطية كي تجوب العالم، وتبحر من الشرق الأوسط إلى الإكوادور، ومن المغرب إلى اليابان والعكس.
وكانت المصافي، في السابق، قريبة من المشترين ومن ثم ينقل التجار المنتجات النفطية إلى المستهلكين في سفن تحمل 40 ألف برميل فقط. لم تكن طاقة تلك المصافي تزيد على 400 ألف برميل يوميا بصفة عامة، ولذلك كان الأمر سيستغرق أياما لإنتاج ما يكفي لملء سفينة قادرة على حمل مليون برميل.
لكن المصافي الجديدة غيرت ملامح هذه الصورة. فمجمع جامناجار في الهند، الذي تملكه شركة ريلاينس، يمكنه معالجة ما يزيد على 1.2 مليون برميل من الخام كما يمكن للوحدتين السعوديتين الجديدتين "ساتورب"، وينبع معالجة ما إجماليه 800 ألف برميل يوميا.
وتعكف شركة بترول أبوظبي الوطنية على مضاعفة طاقة مصفاة الرويس إلى أكثر من 800 ألف برميل يوميا، بينما تستثمر شركة البترول الوطنية الكويتية 40 مليار دولار، بهدف رفع الإنتاج ليتجاوز 1.5 مليون برميل يوميا.
وأظهرت بيانات من شركة التحليل البحري، فيسيلز فاليو دوت كوم، أن الشركة العربية البحرية لنقل البترول، التي تتخذ من الكويت مقرا لها، وتملك الحكومة الكويتية حصة فيها، طلبت ناقلتين للتسليم في 2017 مع خيار طلب اثنتين أخريين.
وتجذب هذه المشروعات انتباه من يدرك أن الزيادات في المصافي تعني أيضا تقلص تجارة النفط الخام.
وظهرت الناقلات العملاقة للمنتجات النفطية التي يمكنها نقل ما يصل إلى مليون برميل يوميا قبل نحو عشر سنوات، لكن سوقها نمت بوتيرة بطيئة.
وهناك ما لايقل عن 11 سفينة من هذه السفن تجوب العالم حاليا، وقالت مصادر تجارية وملاحية إن عددها قد يزيد سريعا مع سعي التجار لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة.
وثمة ناقلتان عملاقتان تعملان بالفعل، جذبتا أنظار التجار لنقلهما النفتا على وجه الخصوص بقدر أكبر من الكفاءة والجدوى الاقتصادية. ويساعد ذلك على إنهاء حالة التحفظ والحذر بشأن حجز السفن ذات الحجم الأكبر من اللازم التي يتعذر عليها دخول كثير من الموانئ، الأمر الذي يتطلب نقل الشحنات إلى سفن أصغر حجماً في موانئ أكبر.
وفي الآونة الأخيرة، حجزت شركة فيتول ناقلة عملاقة لنقل شحنة نفتا من الرويس إلى آسيا، وقال تجار إن مثل هذه الناقلات تستطيع أيضا نقل المكثفات الأميركية.
اقرأ أيضا:
الخليج يهرب إلى صناعة التكرير