هذا الثوب هو ثوب آخر ملوك الأندلس المسلمين؛ أبو عبد الله الصغير(1460- 1527) ملك غرناطة الشهير، الذي لم يحفظ التاريخ له مكانةً إلا دنيا. كيف لا؟ وهو الذي قرّعته أمّه عائشة الحرّة في بيت شعري ذائع الصيت: "ابكِ مثل النساء ملكاَ مضاعا/ لم تحافظ عليه مثل الرجال". ويقال إن الأم ارتجلت البيت الشعري حين نظر "بوعبديل الصغير" كما يلقّبه الإسبان، نظرةً أخيرة صوب وطنه المكنّى دومًا بالجنة؛ أطلق زفرته الأخيرة، فأبت إلا أن تعمّد المكان باسمها. ثمة مكان هناك في أندلس الماضي وإسبانيا اليوم اسمه: زفرة العربي الأخيرة.
ليس هذا الثوب ثوبًا عاديًا إذن، ففي عام 2013 في قصر كارلوس الخامس، (للمفارقة إذ تمّ بأمره هدم جزءٍ من قصر الحمراء لبناء قصره الضخم) افتتح معرض فن "الأندلس وثقافتها" بمناسبة مرور ألف عام على نشوء مملكة غرناطة (1013)، وكان ثوب الأمير جوهرة المعرض.
الثوب مصنوع من قماش المخمل القرمزي، مزدان بخيوط من قصبٍ دقيقة، وموشّى بزخارف نباتية على جري عادة الزخارف الإسلامية، وله كمّين واسعان. قيل إن الأمير الصغير كان يرتدي ثوبه الأحمر هذا حين قُبض عليه في لوسينا عام 1483 بعد محاولته الفاشلة لغزو قشتالة مملكة فرناندو القوي. قبع الأمير الصغير في الأسر، وخُيّر خيارًا مذلًا: حرّيته مقابل أن تكون مملكته غرناطة خاضعة لفريناندو ملك قشتالة وإيزابيلا ملكة أراجون. قبل الأمير. وبعد أقل من عشر سنوات خرج نهائيًا من الأندلس 1492، ولعلّه حين أطلق زفرته تلك، تذكّر صنيعه المخجل.
الثوب الأحمر وصاحبه "الزغابي" كما كان أهل غرناطة يسمّونه دلالة على سوء طالعه وتعاسته، حاضران في واحدة من أشهر اللوحات الإسبانية "بوعبديل الصغير" للرسّام الإسباني، المولود في طليلطلة، فرناندو ديل رينكون، الذي كان من أشهر رسّامي القرن السادس عشر الإسبان. لا شيء في اللوحة إلا "أبو عبد الله الصغير" وثوبه الأحمر. خافضًا رأسه صوب الأرض كما يليق بذليل تعرّض لهزيمة حياته. ضامًا يديه في استكانة، كدليلٍ إضافي على استسلامه.
لطالما شغل الأمير الصغير الأدب، إذ إن حياته تراجيديا شكسبيرية، فقد كان دون الثلاثين حين واجهته تلك التحديّات التي عصفت بمملكته الصغيرة غرناطة. فألهم مصيره المأساوي أدباء عرباً وغير عرب، فحضر ذو الثوب الأحمر، شعرًا لدى لويس أراغون في "مجنون إلزا" ولدى محمود درويش في "أحد عشر كوكبًا على آخر المشهد الأندلسي" ولدى أمجد ناصر في "مرتقى الأنفاس". وحضر نثرًا لدى واشنطون إيرفينغ وأنطونيو غالا.
ليس هذا الثوب ثوبًا عاديًا إذن، ففي عام 2013 في قصر كارلوس الخامس، (للمفارقة إذ تمّ بأمره هدم جزءٍ من قصر الحمراء لبناء قصره الضخم) افتتح معرض فن "الأندلس وثقافتها" بمناسبة مرور ألف عام على نشوء مملكة غرناطة (1013)، وكان ثوب الأمير جوهرة المعرض.
الثوب مصنوع من قماش المخمل القرمزي، مزدان بخيوط من قصبٍ دقيقة، وموشّى بزخارف نباتية على جري عادة الزخارف الإسلامية، وله كمّين واسعان. قيل إن الأمير الصغير كان يرتدي ثوبه الأحمر هذا حين قُبض عليه في لوسينا عام 1483 بعد محاولته الفاشلة لغزو قشتالة مملكة فرناندو القوي. قبع الأمير الصغير في الأسر، وخُيّر خيارًا مذلًا: حرّيته مقابل أن تكون مملكته غرناطة خاضعة لفريناندو ملك قشتالة وإيزابيلا ملكة أراجون. قبل الأمير. وبعد أقل من عشر سنوات خرج نهائيًا من الأندلس 1492، ولعلّه حين أطلق زفرته تلك، تذكّر صنيعه المخجل.
الثوب الأحمر وصاحبه "الزغابي" كما كان أهل غرناطة يسمّونه دلالة على سوء طالعه وتعاسته، حاضران في واحدة من أشهر اللوحات الإسبانية "بوعبديل الصغير" للرسّام الإسباني، المولود في طليلطلة، فرناندو ديل رينكون، الذي كان من أشهر رسّامي القرن السادس عشر الإسبان. لا شيء في اللوحة إلا "أبو عبد الله الصغير" وثوبه الأحمر. خافضًا رأسه صوب الأرض كما يليق بذليل تعرّض لهزيمة حياته. ضامًا يديه في استكانة، كدليلٍ إضافي على استسلامه.
لطالما شغل الأمير الصغير الأدب، إذ إن حياته تراجيديا شكسبيرية، فقد كان دون الثلاثين حين واجهته تلك التحديّات التي عصفت بمملكته الصغيرة غرناطة. فألهم مصيره المأساوي أدباء عرباً وغير عرب، فحضر ذو الثوب الأحمر، شعرًا لدى لويس أراغون في "مجنون إلزا" ولدى محمود درويش في "أحد عشر كوكبًا على آخر المشهد الأندلسي" ولدى أمجد ناصر في "مرتقى الأنفاس". وحضر نثرًا لدى واشنطون إيرفينغ وأنطونيو غالا.