ثنائي توتنهام.. مهارة وحسم بعيداً عن أضواء الإعلام

31 يناير 2015
+ الخط -

"هو لاعب أحبه من أعماق قلبي، الموهبة موجودة، كذلك الغريزة الكروية، وبالتالي الأمر كله متروك في يده. بالنسبة لي يمثل الصاعد الواعد نموذجية الكرة الدنماركية، كامتداد لكل من بريان ومايكل لاودرب، والوقت فقط من سيخبرنا إذا كان قادراً على الوصول إلى هذا المستوى أم لا".

وحينما يتحدث الأسطورة الهولندية يوهان كرويف عن لاعب ما بهذا الاحترام والتقدير، فأنت بكل تأكيد أمام اسم مختلف، في حضرة الهادئ المختلف كريستيان اريكسن، الرجل الذي أضاف بعداً آخر لفريق توتنهام هذا العام، ليس وحده على أرض الواقع، بل رفقة الريشة الصاعدة بسرعة الصاروخ، هاري كين.

العقل
يعتبر المايسترو الصغير اريكسن بمثابة الرهان الأكثر من رائع لنادي توتنهام، لأنه لاعب يستطيع شغل كل مراكز الوسط، لذلك لا يعتبر مجرد صانع لعب عادي، بل لاعب وسط متكامل بالمعنى الحرفي للكمة.

يربط لاعب أياكس السابق بين الدفاع والهجوم كارتكاز مساند بين لاعب المحور الدفاعي ونظيره صانع اللعب الهجومي، وهذا هو المكان الذي تألق من خلاله مع عملاق أمستردام، قبل أن يصعد عدة خطوات للأمام، ويلعب كوسط هجومي في المركز رقم 10 بالملعب، وبالتالي يوفر خيارات عديدة لأي مدرب يعمل معه.

لم يأخذ الدنماركي وقتا طويلا للتأقلم في الدوري الإنجليزي، وحصل على مكانة خاصة مع ناديه اللندني، ليصبح أهم لاعب ممكن في تشكيلة المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكتينيو وطريقة اللعب 4-2-3-1 التي تتحول في بعض الأوقات إلى 4-3-3 صريحة، والفضل يعود إلى تحركات الرقم 23 في وبين الخطوط.

يعرف اريكسن أين ومتى يتمركز بعيدا عن الكرة، لذلك يقف دائماً في المكان الصحيح، ويكون في وضع قريب من زملائه، لذلك يطلب الكرة ويقوم بدور همزة الوصل بين خطوط الفريق، ويتحول إلى محطة رئيسية في بناء الهجمات عن طريق استلام وتسليم الكرات في كل اتجاهات الملعب.

بجانب دوره في العمق، يجيد كريستيان اللعب على الأطراف كجناح أيمن مع قدرة على لعب دور المهاجم الثاني، لذلك يجمع اللاعب بين مركزي صانع اللعب الحقيقي والوهمي في آن واحد، لأنه يُشكل ثنائية رائعة مع أي مهاجم يلعب أمامه، وخلال مباراة تشيلسي وتوتنهام بالوايت هارت، تحرك هاري كين كثيراً لجذب مدافعي تشيلسي، لينطلق اريكسن من العمق إلى منطقة الجزاء، كلاعب خفي بدون رقابة، في تكتيك ناجح ومختلف وصل إلى نسبة جيدة من النجاح نتيجة ذكاء النجم الصغير عمراً والكبير قدراً.

وبالتالي اريكسن يمتاز بأنه صانع لعب على الطريقة الحديثة مع لمسة كلاسيكية واضحة، تكمن في احتفاظه بالكرة تحت ضغط، وحبه للتسديد من بعيد، مع غزارة تهديفية واضحة وصلت إلى 8 أهداف كاملة بالبريميرليج حتى الآن، لكنه يضيف السرعة والواجبات الدفاعية الكاملة إلى صبغة التسعينيات القديمة، ليصبح لاعبا متكاملا بين النجوم الكبار في الفترة الأخيرة.

العضلات
المفاجأة الأخرى في تشكيلة توتنهام هذا الموسم هو المهاجم الصاعد هاري كين، اللاعب الذي أفاد خطط بوكيتينو، ولعب دورا رئيسيا في الانتصار التاريخي بالخمسة على تشيلسي مورينيو مؤخراً، ويمتاز كين بالخفة والحركة المستمرة بالثلث الهجومي الأخير، مع رغبة مستمرة في الضغط على مدافعي الخصوم وقطع الكرات لتطبيق المرتدة القاتلة في منتصف ملعب المنافس.

طريقة 4-2-3-1 تحتاج بالأساس إلى مهاجم "Target man" مع تحركات مستمرة في ظهر المدافعين واللعب داخل القنوات الموجودة بين الظهيرين، وكين توتنهام نموذج حقيقي للمهاجم مركز 9 في هذه الطريقة، أي لاعب "كروكي" يتمركز في الغالب داخل منطقة الجزاء لكنه يتحرك ويبادل مركزه مع بقية لاعبي الثلث الهجومي الأخير.

لذلك يعتبر هاري أفضل اسم ممكن للعب أمام اريكسن، لأن البريطاني يترك مكانه الأمامي بالتبادل مع الدنماركي، يصبح المهاجم لاعب وسط أو جناحا على الطرف، ويدخل صانع اللعب أمام المرمى ويكون هدافا حقيقيا، مع صعود لاعب الارتكاز لتشكيل ثلاثية الضغط أمام الخط الخلفي الأخير للفرق المقابلة.

تحسن أداء السبيرز مؤخراً وأصبح قريبا بشدة من مراكز الصعود إلى دوري الأبطال، ووصل إلى نهائي كأس الرابطة، والسر يعود إلى الديناميكية المستمرة بين كل لاعبي الهجوم، ومن الممكن أن يذهب الفريق بعيداً إذا استطاع تطوير المردود الدفاعي السيئ حتى الآن، لأن نادي شمال لندن استقبل 30 هدفا في شباكه.

"توتنهام فريق خيالي وحلم بالنسبة لي، جئت إلى لندن بآمال عريضة، لكن كل مشروع رياضي يحتاج إلى مزيد من الوقت، وهذا ما أحتاجه"، هكذا بدأ بوكيتينو رحلته، وربما مع اريكسن ورفاقه، حلم الأرجنتيني من الممكن أن يتحول إلى حقيقة.

المساهمون