في عيد نساء العالم، تتفقد ثميلة ذات الـ27 ربيعا دفاترها، وتتوقف عند محطة ما زالت تتوهج فيها، لا تنسى الشابة أنها ذات يوم كانت من ضمن المتفوقات في نيل شهادة البكالوريا، وتم تكريمها من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
سعادتها لا توصف وهي تعيد شريط الذكريات، بعد أن اختارت قسم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر، مودعة بذلك عائلتها وقريتها ومدينتها ومنطقتها نحو عاصمة البلاد، رغم مخاوف الأسرة من أن لا تجد البنت المدللة مكانا يروي عطش حبها للتعلم والعلم والمعرفة.
تقول لـ"العربي الجديد"، إنها حرمت من البصر، لكن البصيرة هي زادها اليومي، تقرأ كثيرا بطريقة براي، ولا تقف عند عقبة، حصلت على شهادة الإجازة بتفوق، ما ساعدها لولوج قسم الماجستير دون مسابقة وطنية. طموحها غير المحدود دفعها لاختيار أصعب تخصص في الاتصال وهو "السيميولوجيا" (علم الإشارات أو العلامات)، وتمكنت من النجاح في مسابقة الدخول للمدرسة الوطنية للصحافة والإعلام، التي تضم خيرة الطلاب في تخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية في الجزائر، وتخصصت في "ماجستير وسائل الإعلام والمجتمع"، وتفخر بكونها تمكنت من دراسة التخصصين بفارق سنة واحدة، ونيل شهادتين في تخصصين، والولوج للدراسة ونيل شهادة الدكتوراه.
"عندما نتوقف عن الحلم يتوقف الطموح"، هذا كان شعار ثميلة، فالطموح يعني بالنسبة لها أن تصل للأفضل، وما حصلت عليه اليوم هو "العادي"، لأنها خطت خطوات منذ غادرت قريتها، فلا يمكنها أن تعود للوراء إلا لـ"شم رائحة الأرض وقطف حبات الزيتون من أرضها"، كما تقول، ومنها تستلهم القوة والصبر.
تفوقت ثميلة في الدراسة والعمل أيضا، لتضاف إلى العشرات من الجزائريات ممن أثبتن قدرتهن على ولوج عالم الشغل من بوابته الواسعة رغم الإعاقة ونظرات المجتمع التي تختلط فيها "الشفقة بالإحباطات اليومية".