ثمة من يبيع أضواء مطفأة

03 يناير 2017
(الشاعرة)
+ الخط -

البرد

البرد ليس ممتعاً
عندما ترتجف تفقد مصداقيتك تماماً
لذا تعلّمت أن أغرز المسامير في يديّ
وهكذا أنا الآن شخص متماسك.


أمس وضع أطول الأطفال

أمس وضع أطول الأطفال حجراً بين أسنانه
وشرع في مضغِه
أثبتَ لأمِّه ماذا بمقدور فمٍ أن يفعل إذا وُضِع على الحافة
وأن بيتاً مدمّراً ما هو إلاّ بيت مدمّر
أمس جوّع جميع الأطفال الطويلين أعداءهم ثمّ لملموا ألعابهم بسرعة
أثبتوا لأمهاتهم نظام وانضباط الأموات
ثمّ ركضوا لغسل أيديهم وسماع الأخبار على شكل تهليلة

***

عندما كانوا يجبرونني على أكل النبوءة المسائيّة
كانوا يقولون بينما كانت أسناني تتشظّى – ستكبرين قويةً وسليمة،
لم يكن ثمّة ألم، ولم تكن ثمّة طريق بوحدةٍ طويلة، ولم يكن ثمّة ما يقال
ثمّ إنّه لم يكن ثمّة ما يؤكل.
هكذا كنت أحلم بينما كانت النبوءة، مقطّعةً لقطع صغيرة في الصحن، تبرد أمامي.

***

الظلام ممنوع قانونيّاً من التداول.
أمام المدرسة ثمة من يبيع أضواء مطفأة
كلب الشرطة يضحك قبل أن يغلق حنكه.


* Laura Accerboni شاعرة إيطالية من مواليد جنوة عام 1985، والقصيدتان من مجموعتها الشعريّة "دور الغريق" (2015).

**ترجمة عن الإيطاليّة: مصطفى قصقصي


المساهمون