والزيارة التي قام بها نائبان وعضوان في مجلس الشيوخ من اليسار واليمين، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، إلى دمشق بمبادرة شخصية، هي الأولى منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين باريس ودمشق في أيار/مايو 2012.
وخرجت الطبقة السياسية في معظمها من تردّدها، وأعلنت براءتها من هذه الزيارة، وهو موقف أكده ألان جوبيه وفرانسوا بايرو، رئيس حزب الموديم. كما أن الوزير اليميني السابق بيير لولوش، والمقرب من رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون الذي أبدى تفهماً لزيارة الأسد، أكد أن "ثمة مخاطر من أن يستخدم النظام السوري هذه الزيارة لصالحه في دعايته، وبالتالي كان سيرفض التوجه إلى هناك".
ولم يُخفِ بيير لولوش امتعاضه من الموقف الأميركي المتخاذل الذي ظهر في التخلي عن فرنسا بخصوص توجيه ضربة إلى الأسد، بعد استخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه، وقال إن "الفرنسيين والبريطانيين مذعورون من فكرة رؤية الدبلوماسية الأميركية تتحالف مع إيران. ولهذا علينا أن نستبق الأمور فنتحاور مع روسيا وإيران ومع تركيا أيضاً".
وبهذا الصدد كشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة "لوجورنال دي ديمانش" الأسبوعية الفرنسية، اليوم الأحد، أن 61 في المائة من الفرنسيين يعارضون زيارة البرلمانيين الفرنسيين إلى دمشق، كما أن 58 في المائة يؤيدون مشاركة فرنسا في تحالف عسكري دولي لمحاربة تنظيم داعش في سورية.
من جهة أخرى، عبر 56 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع عن رفضهم لمعاودة الحوار مع الرئيس بشار الأسد. وكانت نسبة المتعاطفين مع اليسار أكبر؛ إذ وصلت إلى نسبة 64 في المائة، في حين أن نسبة اليمين كانت 42 في المائة.
واللافت أن موقف أغلبية الفرنسيين التي تجد تعبيرها في موقف الرئيس فرانسوا هولاند ورئيس وزرائه مانويل فالس، والرافض لأي تقارب مع نظام الأسد، يتناقض مع "شبه تحالف" بين شخصيات من اليمين واليسار (من بيير شوفنمان والشيوعي بيير لورونت وتيري مارياني وفرانسوا فيون إلى القيادي في حزب الجبهة الوطنية فلوريان فيليبو) يطالب بـ "إيجاد تفاهم مع روسيا، بغضّ النظر عن الرئيس بوتين، من أجل حفظ مصالح فرنسا". ويُعبرون عن الخشية من أن تجد فرنسا نفسها "منهمكة في جبهات عديدة، لفترة طويلة".
اقرأ أيضا: مقترحات مشبوهة لتسويق الأسد ومواصلة الصراع