يقول الروائي الفرنسي غي دو موباسان إن "القبلة تضرب كالصاعقة، والحب يمر كالعاصفة. ثم الحياة، مجدداً، تهدأ كما السماء، وتبدأ مرة أخرى كسابق عهدها. هل يتذكر أحدنا غيمة؟".
***
يمرّ وقت تفكّر فيه، في كل ليلة عندما يحين موعد النوم أو عدمه، ببائعة الحب في إحدى روايات غابريال غارسيا ماركيز التي تجد أنه "ما من مكان على هذه الأرض أكثر تعاسة من سرير فارغ". تتقلّب، تمرر ذراعها على الجهة الفارغة من سرير كبير، يتقلّص حين تردد في نفسها أبياتاً لرياض الصالح الحسين عن "امرأة أميركية وهبت بكارتها لسبعة آلاف رجل. مع ذلك، ما زالت تنام وهي بردانة، كالقطة في حجرة من الفخار". ثم تنام هي نفسها، لا تعيسة ولا بردانة.
***
تفكر أنها تود لو تضع كل ليلة من الليالي التي أمضتها وحيدة في سرير في قدح، تمزجه مع قليل من "الليكيور". توزّع محتوى القنينة على الأقداح بالتساوي. ثم تفكّر، وتسلّيها الفكرة، أن قدحاً واحداً لا يكفيها. تفتح القنينة وتسكب الليل كلّه فيها، جرعة واحدة، حتى تبقى تشرب منه كل الليل. تفضّل شرابها مركّزاً ومكثّفاً. وهكذا الليلة الوحيدة للحب، التي ذكّرتها لماذا لم ترض بقدح صغير عن كل ليلة كان فيها احتمال الحب صغيراً. كذلك علبة السجائر. علبة كاملة لليلة واحدة.
***
تحذّره من أنها تتحدّث كثيراً. ربما لا يأخذ تحذيرها هذا على محمل الجد، أو ربما جاء إليها كي يسمعها تتحدث إليه كثيراً. سوف يرى بنفسه. سوف تحدّثه عن ضيع التفّت بالأسود لشدّة ما سال منها الأحمر. سوف تحدثه عن كتاب سحر وتعويذات قيلت فيه عجائب وغرائب أكثر من تلك التي من المفترض أنها ترد فيه. سوف تحدثه عن شبّان ورجال كثر، وتقول له إنها تحب الرجال. لكنها تحبه أيضاً لأنه الآن هنا. سوف تحدّثه عن أغانٍ تحبها وتجدها مثيرة، ثم تشرح له كيف تكون أغنية مثيرة يصدح صوتها في أرجاء الغرفة، ثم تنظر إليه في نهاية الجملة الموسيقية الأخيرة من اللازمة وتغمزه بعينها اليمنى قبل أن تشيح ببصرها عنه مجدداً.
سوف تحدثه عن وعود قطعتها على نفسها. ثم تحكي له عن هوسها باختيار الكلمة المناسبة. مثلاً، الهدوء شيء و"الرواق" شيء آخر. هذا كله لتقول إنها لا تحب كلمة "وعود"، لكنها منهكة لكي تبحث الآن عن مرادف أدق. وفيما تحدثه عن "الوعود" هذه، تكون تخلف بواحد منها.
***
يقول لها إن حجراً من أرض جبلية صلبة ووعرة، تطلّ على جبل آخر صلب ووعر وجميل، راح إلى المدينة. وهو الآن يقف هكذا معلّقاً في الهواء، لكنه لا يقع. يلفّه معدن متين مُدوّر وجميل أيضاً.
***
ثمّة غيمة إذا ما أمطرت فوق أرض خصبة، مفتوحة ومكشوفة، تبقى الأرض تتذكرها حتى آجل العمر.
إقرأ أيضاً: الصفحة 53
***
يمرّ وقت تفكّر فيه، في كل ليلة عندما يحين موعد النوم أو عدمه، ببائعة الحب في إحدى روايات غابريال غارسيا ماركيز التي تجد أنه "ما من مكان على هذه الأرض أكثر تعاسة من سرير فارغ". تتقلّب، تمرر ذراعها على الجهة الفارغة من سرير كبير، يتقلّص حين تردد في نفسها أبياتاً لرياض الصالح الحسين عن "امرأة أميركية وهبت بكارتها لسبعة آلاف رجل. مع ذلك، ما زالت تنام وهي بردانة، كالقطة في حجرة من الفخار". ثم تنام هي نفسها، لا تعيسة ولا بردانة.
***
تفكر أنها تود لو تضع كل ليلة من الليالي التي أمضتها وحيدة في سرير في قدح، تمزجه مع قليل من "الليكيور". توزّع محتوى القنينة على الأقداح بالتساوي. ثم تفكّر، وتسلّيها الفكرة، أن قدحاً واحداً لا يكفيها. تفتح القنينة وتسكب الليل كلّه فيها، جرعة واحدة، حتى تبقى تشرب منه كل الليل. تفضّل شرابها مركّزاً ومكثّفاً. وهكذا الليلة الوحيدة للحب، التي ذكّرتها لماذا لم ترض بقدح صغير عن كل ليلة كان فيها احتمال الحب صغيراً. كذلك علبة السجائر. علبة كاملة لليلة واحدة.
***
تحذّره من أنها تتحدّث كثيراً. ربما لا يأخذ تحذيرها هذا على محمل الجد، أو ربما جاء إليها كي يسمعها تتحدث إليه كثيراً. سوف يرى بنفسه. سوف تحدّثه عن ضيع التفّت بالأسود لشدّة ما سال منها الأحمر. سوف تحدثه عن كتاب سحر وتعويذات قيلت فيه عجائب وغرائب أكثر من تلك التي من المفترض أنها ترد فيه. سوف تحدثه عن شبّان ورجال كثر، وتقول له إنها تحب الرجال. لكنها تحبه أيضاً لأنه الآن هنا. سوف تحدّثه عن أغانٍ تحبها وتجدها مثيرة، ثم تشرح له كيف تكون أغنية مثيرة يصدح صوتها في أرجاء الغرفة، ثم تنظر إليه في نهاية الجملة الموسيقية الأخيرة من اللازمة وتغمزه بعينها اليمنى قبل أن تشيح ببصرها عنه مجدداً.
سوف تحدثه عن وعود قطعتها على نفسها. ثم تحكي له عن هوسها باختيار الكلمة المناسبة. مثلاً، الهدوء شيء و"الرواق" شيء آخر. هذا كله لتقول إنها لا تحب كلمة "وعود"، لكنها منهكة لكي تبحث الآن عن مرادف أدق. وفيما تحدثه عن "الوعود" هذه، تكون تخلف بواحد منها.
***
يقول لها إن حجراً من أرض جبلية صلبة ووعرة، تطلّ على جبل آخر صلب ووعر وجميل، راح إلى المدينة. وهو الآن يقف هكذا معلّقاً في الهواء، لكنه لا يقع. يلفّه معدن متين مُدوّر وجميل أيضاً.
***
ثمّة غيمة إذا ما أمطرت فوق أرض خصبة، مفتوحة ومكشوفة، تبقى الأرض تتذكرها حتى آجل العمر.
إقرأ أيضاً: الصفحة 53