ثلاثة نواب كويتيين ضمن الـ70 المحكومين بتهمة اقتحام مجلس الأمة

28 نوفمبر 2017
الحربش سلم نفسه للسلطات (فيسبوك)
+ الخط -
لا يزال الشارع السياسي الكويتي يعاني من الصدمة في أعقاب حكم محكمة الاستئناف بسجن 70 شخصًا، من بينهم نواب حاليون وسابقون في البرلمان، ونشطاء سياسيون ومحامون ومصرفيون، بتهمة اقتحام مجلس الأمة إبان تظاهرات عام 2011، والتي أسقطت رئيس الوزراء السابق، ناصر المحمد، بتهم تتعلق بالفساد.

وكان الآلاف من المعارضين السياسيين قد اقتحموا مجلس الأمة (البرلمان) في أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011، متأثرين بـ"الربيع العربي"، ومحتجين على ما قالوا إنها ملفات فساد تورطت بها الحكومة، ومطالبين باستقالة رئيس مجلس الوزراء، وهو ما تم فعلاً بعد أيام، حين دعا أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الصباح، إلى انتخابات برلمانية جديدة فازت بها المعارضة آنذاك.

ويعد زعيم المعارضة الحالي في البرلمان، وممثل "الحركة الدستورية الإسلامية" (حدس)، جمعان الحربش، أحد أبرز نواب مجلس الأمة الحاليين (ثلاثة نواب) الذين صدر بحقهم حكم بالسجن لمدة 7 سنوات، وهو ما دعاه لتسليم نفسه إلى السلطات على الفور ليلة أمس.

ولد جمعان ظاهر ماضي الحربش في الكويت، وحصل على درجة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه في الفكر الإسلامي، ليعيَّن أستاذاً في جامعة الكويت، ويحصل على تمثيل سياسي في المجالس النيابية لأعوام 2006 و2008 و2009، ثم في عام 2012 وعام 2016، والتي قاد فيها كتلة المعارضة خلفاً للنائب مسلم البراك، الذي كان مسجوناً حينها بتهمة "إهانة الذات الأميرية".

وبرغم مقاطعة الحربش وكتلة المعارضة للانتخابات، بعد قانون تعديل مرسوم الانتخاب عام 2012، فإنه "اضطر" إلى العودة، بحسب قوله، للتوصل إلى صفقة مع الحكومة، تمثلت في التعاون مع رئيس مجلس الوزراء، في مقابل إعادة الجنسيات لمن سحبت منهم لأسباب سياسية، وإصدار عفو عام عن المتهمين بالقضايا السياسية، ورفع القيود الأمنية عن المواطنين.

لكن هذه الصفقة بين المعارضة ورئيس مجلس الوزراء تعرضت للتعثر بسبب سجن الحربش، ليلة أمس، على خلفية القضية الأكثر جدلاً في الكويت منذ الغزو العراقي للبلاد عام 1990.

وسلّم النائب وليد الطبطبائي، والذي صدر بحقه حكم بالسجن مدة 7 سنوات، أيضاً نفسه للسلطات مستعداً لتنفيذ الحكم. وبرز الطبطبائي، الذي حاز على درجة الدكتوراه في التفسير الإسلامي من جامعة الأزهر ليصبح أستاذاً في كلية الشريعة في جامعة الكويت، إثر مواقفه المؤيدة للثورة السورية، والتي ساهم فيها بفترات متقطعة، كما أنه استطاع دخول قطاع غزة عبر الأنفاق، وكان أحد أفراد أسطول الحرية الذي تعرض لهجوم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وينتمي الطبطبائي إلى التيار السلفي المستقل، وقد استطاع الحصول على كرسي مجلس الأمة 8 مرات، وهو رقم نادر بالنسبة لنائب كويتي في دائرة واحدة، كما أنه تزعم في فترات سابقة محاولات منع المرأة من الترشح والتصويت في الانتخابات، قبل أن يتراجع عنها لاحقاً.

وقالت مصادر "العربي الجديد" إن النائب الثالث هو محمد براك المطير، رجل الأعمال والسياسي المستقل الذي سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية ورفض تسليم نفسه للسلطات، فيما بلغ عدد الهاربين الآخرين من تنفيذ الحكم أكثر من 25 محكوماً استطاع أغلبهم الفرار إلى السعودية، ومن بينهم النائب السابق مسلم البراك، والذي يواجه حكماً بالسجن مدته 9 سنوات بسبب دوره في دخول مجلس الأمة.

أوردت النيابة العامة بالكويت، في بيان صحافي لها، أن عدد الأفراد الذين قاموا بتسليم أنفسهم هو 27 فرداً، فيما يجري البحث عن المتهمين الآخرين لإيداعهم السجن، كما أنها طعنت على الحكم مطالبة بتنفيذ أقسى العقوبات في حق ثلاثة متهمين، هم وليد الطبطبائي والنائب السابق خالد الطاحوس وعبدالله الحربش، ابن النائب جمعان الحربش.


المساهمون