وأعلن تيلرسون عن إيفاد مساعده تيم لينديركين والجنرال المتقاعد أنتوني زيني إلى الخليج، لمواصلة الضغط على أطراف الأزمة الخليجية، مؤكّداً التزام واشنطن بحل الخلاف.
وقال تيلرسون في مؤتمر صحافي بواشنطن إن "قطر تفي بالتزاماتها بموجب مذكرة التفاهم الموقعة مع بلاده"، وأضاف أن "هذا مهم لبناء الثقة في المنطقة"، وذلك في إشارة إلى مذكرة التفاهم لمحاربة تمويل الإرهاب.
وذكر وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن قلقة بشأن الأزمة الخليجية، وتعتقد أن الخلاف يُزعزع الاستقرار، ويقوّض الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي وجهود مكافحة الإرهاب. وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن هدف أميركا هو حث الأطراف في الخليج على الانخراط في الحوار.
وكان مسؤول في الخارجية الأميركية قد قال أمس إن بلاده قلقة من استمرار حالة الجمود في الأزمة الخليجية، مطالباً بإعادة فتح الحدود البرية السعودية المقفلة مع قطر، بوصفها خطوة تعبّر عن حسن النوايا.
وأضاف المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة ستكون أكثر نجاحاً في مواجهة الإرهاب في ظل مجلس تعاون خليجي موحّد، ولا يمكن الانحراف عن الجهود في هذا المسار.
وشدد المسؤول الأميركي على أن واشنطن تريد أن ترى الدول الأربع تتخذ خطوات إيجابية.
وفي السياق السوري، أكّد تيلرسون أن الولايات المتحدة ما زالت ترى أن لا مستقبل لبشار الأسد في سورية. مشيراً إلى أن شرط التعاون مع موسكو هو خروج القوات الإيرانية من سورية، وقيام الشعب السوري بوضع دستور جديد وإجراء انتخابات ديمقراطية.
وأكد الوزير الأميركي أن الولايات المتحدة تعمل مع روسيا من أجل الاستقرار في سورية، ومنع حدوث حرب أهلية بعد هزيمة تنظيم "داعش"، معتبراً أن المعركة ضدّ التنظيم ستستمر لفترة طويلة على الأرض وعلى الإنترنت.
واعتبر الوزير أنّ "العلاقات بين واشنطن وموسكو تضمّنت، على الرغم من اضطرابها، تعاوناً في مجال زرع الاستقرار في سورية".
وأضاف أنّ "بلاده اشترطت على روسيا انسحاب القوات الإيرانية والمتعاونين معها من سورية، ومنح السوريين الفرصة لكتابة الدستور وإجراء انتخابات ديمقراطية حرة".
وشدّد على أنّ بلاده لم تغيّر موقفها من النظام السوري، بمعنى أنها ما تزال متمسّكة بعدم وجود مستقبل لبشار الأسد في الحكم بسورية.
وبخصوص الحرب على "داعش"، لفت تيلرسون إلى أنّ الحرب ضد التنظيم الإرهابي "مستمرة بوتيرة أسرع ممّا كان متوقعاً". غير أنه اعترف في الآن نفسه، بأنّ "الأمر ما زال صعباً"، على حدّ تعبيره.
وفي الصدد ذاته، أشار تيلرسون إلى نجاح الحرب ضد "داعش" في كثير من المناطق العراقية. معلناً "عودة نحو مليونين من سكانها إلى ديارهم".
وبالنسبة للوزير، فإن "نجاح" التجربة العراقية مع النازحين يدفع الولايات المتحدة إلى العمل على تقليد تجربة الموصل (إعادة السكان إلى مناطقهم) مع المناطق المحررة من "داعش" في سورية.
كما أنّ نجاح تجربة تخفيف مناطق التوتر في سورية يجعل واشنطن تفكر في النسج على منوالها في المناطق المحررة من "داعش" شمالي سورية، وفق المصدر نفسه.
وفي ما يتعلق بإيران فقد صرّح تيلرسون أن الاتفاقية النووية تجاهلت أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، قائلاً "إننا سنُقوّم إيران إذا انحرفت عن المسار المطلوب". وأكد على أن بلاده تعمل مع حلفائها في المنطقة من أجل التصدي لـ "توسّع النفوذ الإيراني"، على حدّ قوله.
(الجزيرة، الأناضول)