تيريزا ماي تقترح تخفيض رسوم التعليم العالي في بريطانيا

يبدو أن تخفيض رسوم الدراسة الجامعية إلى 6500 جنيه إسترليني  (نحو 8400 دولار أميركي) في بريطانيا سنويا بات ممكناً، بموجب مجموعة جديدة من المقترحات تقدمت بها هيئة أنشأتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي، للنظر في إصلاح التعليم العالي.

وتعارض وزارة الخزانة تلك الإصلاحات المقترحة على اعتبار أنها تفقد الخزينة 3 مليارات جنيه إسترليني سنوياً جراء تخفيض الرسوم الجامعية. ويرى معارضون للمقترحات أن خفض الرسوم سيدفع الجامعات إما إلى الحد من أعداد الطلاب انعكاساً لتدني إيراداتها، أو تخفيض ما يقارب ثلث مصروفاتها وبالتالي ميزانياتها.

وانضم خبراء التعليم العالي إلى موقف وزارة الخزانة ودانوا المقترحات، زاعمين أنّ الحد من أعداد الطلاب في الجامعات من شأنه أن يضرّ الحراك الاجتماعي في البلاد.

وسبق أن تعرضت تيريزا ماي لضغوط سياسية لخفض عبء التكلفة على الطلاب، وهي من التعهدات التي قدّمها زعيم حزب العمّال جيريمي كوربين، الذي قال في حديثه قبل الانتخابات العامة لعام 2017، إنّه سيتعامل مع ديون الطلاب ووعد بأنّه سيلغي الرسوم الدراسية. بحسب ما أوردت صحيفة "آي".

وساهم تعهّده هذا في حصول حزب العمّال على مكاسب كبيرة في نسبة الأصوات بين الشباب في الانتخابات الوطنية الأخيرة. وبغية استعادة أصوات الشباب، تأمر رئيسة الوزراء الآن بمراجعة التعليم العالي.

ويقدم وسيط الأسهم السابق، فيليب أوغار، تقريره النهائي بهذا الخصوص إلى وزارة التعليم في يناير/كانون الثاني 2019، أي بعد عام واحد من بدء العمل عليه. ويتضمن اقتراح المسودة المبكرة أن تتراوح الرسوم بين 6500 و7500 جنيه إسترليني سنوياً للطالب، مع دعم وزارة الخزانة لتخفيض المبلغ الحالي الذي يبلغ 9000 جنيه إسترليني لكل عام دراسي. كذلك أوضحت عدة مصادر جامعية أنّ "هذه المقترحات ستكون خطوة إلى الوراء بالنسبة لنظام التعليم العالي لدينا".

وسبق لكبار الشخصيات في حزب المحافظين أن أوضحوا في تصريحات سابقة أنّ أي تخفيض في الرسوم الدراسية سيفيد الطلاب الأكثر فقراً. وفي الوقت الحالي، يعجز الطلاب الفقراء عن سداد ديونهم الجامعية بالكامل، وتضطر الجامعات إلى إنفاق مبالغ معينة من الدخل على مخططات الدعم المتزايدة.

وتبقى مسألة طلاب الاتحاد الأوروبي غير واضحة، وما إذا كانوا سيدفعون قيمة الرسوم ذاتها التي يدفعها غير الأوروبيين بموجب نظام جديد، مع رحيل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي المقرّر في مارس/آذار 2019. ويدفع الطلاب الأجانب في الوقت الحالي مبالغ تتراوح بين 9000 و35000 جنيه إسترليني للدراسة في بريطانيا حسب الاختصاص، أمّا المعدّل الشائع للطالب الدولي فيبلغ 12000 جنيه إسترليني سنوياً لتعليمه.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة "رسل" للجامعات الرائدة، تيم برادشو: "إن خفض التمويل للتعليم العالي سيؤثر مباشرة على تجربة الطلاب ويؤدي إلى ارتفاع نسبة الطلاب عن عدد الموظفين، وانخفاض العمل في الأبحاث، وتدني خدمات الطلاب".