توهير و ماتزاري و انتر في موسم الحقيقة

23 اغسطس 2014
توهير وماتزاري (Getty)
+ الخط -

أيامٌ قليلة وسيُسدل الستار على الميركاتو، وفيها تتكاثف أنشطة ومجهودات الأندية لاستغلال فرص آخر ساعة لتعزيز صفوفها ومعالجة عيوبها. ولكن هنالك من انطلق موسمه مبكراً، مثل الانتر على سبيل المثال الذي لعب اول مباراة رسمية له بالموسم الجديد وتنفس الاجواء الاوروبية من جديد بعد سنة من الجحيم المحلي.

ويستعد الجميع لخوض الموسم الجديد بآلامه وافراحه وبانتصاراته واخفاقاته، بالنسبة للأنتر في اي حال من الاحوال سيكون تاريخيا، فهو اول موسم للرئيس الأندونيسي توهير، الذي وضع مصير انتر بين ايدي المدرب ماتزاري والذي بدوره يجازف بالكثير في موسمه الثاني مع "النيراتزوري".

فالرئيس الأندونيسي للأنتر أكد الثقة في مدرب نابولي السابق ولكنه في نفس الوقت حدد اهدافاً لا يمكن اخفاقها، والتي تشكل المحك الحقيقي للمخطط الجديد من الناحية الفنية والمالية. وكان ماتازاري واضحاً من البداية، بعدما أكد أن الانتر بحلته الحالية غير قادر على ضمان مركز أعلى من المركز الذي شغله في الموسم الماضي.

في ظل غموض كبير وتحفظات اكبر بخصوص سياسة توهير التقشفية والتي ادت الى شبه انقطاع العلاقة مع موراتي الذي يستعد لترك الادارة نهائياً، وربما بيع حصته لتوهير في حال تحصل هذا الاخير على قرض أخر لشراء اسهم عائلة موراتي)، تحرك المدير الرياضي اوزيليو لضمان عناصر قادرة على تطبيق فكر ومنظومة ماتزاري التكتيكية وبدون ميزانية تقريباً تعاقد مع فيديتش (مجاناً) واوزفالدو ومفيلا (على سبيل الاعارة مع احقية الشراء) وميديل ودودو (اعارة لموسمين) وموضوعياً على ضوء الحدود التي وضعها الرئيس توهير والفشل في بيع جوارين والفاريز وكوزمانوفيتش وسكيلوتو، عمل اوزيليو يعتبر جيداً جداً.

من ضمن الأشياء التي طلبها توهير من ماتزاري، بجانب التأهل لدوري الابطال، اللعب بالرباعي في الدفاع و التخلي عن تركيبة المدرب المفضلة (3 – 5 – 2 أو 3- 5 – 1 –1)، وهو الأمر الذي قد لا يتحقق بسهولة حتى بعد قدوم الخبير فيديتش.

وبغض النظر عن التركيبة الخططية، سيكون هذا الموسم الامتحان بالنسبة للجميع داخل أروقة النادي، اولاً لتوهير الذي عليه ان يضمن نتائج ملموسة من الناحية التجارية والتسويقية لإقناع المصارف بفاعلية استراتيجيته وإلا تدخل البنوك الدولية في امور النادي سيكبر مع مرور الوقت (على الانتر سداد القروض قبل عام 2019). والامور المادية والتجارية تعيش على نتائج الفريق على ارضية الميدان وهنا يأتي امتحان ماتزاري، الذي حتماً لم يكن يتوقع هذا المشهد عندما قبل عرض موراتي لتدريب الانتر.

وكان المدرب الإيطالي قد ترك نابولي، بسبب ضغوطات الشارع والطموحات التي اصبحت فجأة أكبر من قدرات المدرب الذي لطالما تذمر من الضغط النفسي ومن تأثيره على صحته. ووافق بعدها على تدريب الانتر لبناء الفريق من الصفر والعمل على المدى الطويل، ولكن بعد قدوم توهير وتدهور النادي من الناحية الاقتصادية، تحقيق نتائج فورية أصبح ضرورة مصيرية، لضمان البقاء في صفوف الفريق.

ولكي ينجح مادزاري في امتحانه عليه ان يفوز بأكثر من رهان، انطلاقاً من الدفاع، فلا يمكن لرانوكيا ان يقدم موسماً اخر بمستوى متذبذب، خصوصاً بعد تحصله على شارة القيادة ولحسن حظه، انتدب الانتر لاعبا بشخصية وخبرة مثل فيديتش.

في نفس الإطار على دابمروزيو بعد 7 أشهر من التأقلم، ان يثبت انه كان انتداباً موفقاً وقادرا على تعويض عناصر جيدة، مثل جوناثان وناجاتومو وضمان حلول ترفع من قيمة الفريق الفنية. الكل يعرف قيمة الظهير بالنسبة لماتزاري، وهنا على دودو ان يثبت انه قادر على النجاح تكتيكياً في ايطاليا، فالظهير في البرازيل شيء وفي ايطاليا شيئ اخر، المهارة مطلوبة ولكن المراقبة والتغطية هما اساس.

ربما في الوسط نجد بصمة ماتزاري أكثر من اي خط آخر، فقدوم مفيلا وميديل (عناصر تمتاز بقوة بدنية تضمن التغطية الدفاعية ولا تساهم في نسج العمليات بشكل فعال او مباشر) يضمن للمدرب الحلول التي لطالما استند اليها في مسيرته التدريبية ولكن هنا السؤال يطرح نفسه، هل سيدفع كوفاتشيتش الثمن بقدوم الصفقات الجديدة؟ الجواب سنعرفه لاحقاً والكل يأمل ألا يكون الامر على حساب الموهبة الكرواتية. حتماً ماتزاري يأمل في قفزة نوعية من ناحية الأداء من قبل عناصر مثل اوزفالدو وهيرنانيس ولاسيما نضج ايكاردي (وموسم بعيد عن الجدل وتويتر) لتفادي استهلاك بالاسيو لموسم آخر والمعاناة من الناحية التهديفية خصيصاً ضد الفرق الصغيرة والمتوسطة، والذي شكل أكبر عيوب الانتر بالموسم الماضي.

هل انتهت السوق بالنسبة للانتر؟ الامر هنا رهينة بيع جوارين وآخر الاخبار تؤكد ان الانتر رفض عرض زينيت (إعارة مع أحقية الشراء)، وسيتحرك الانتر في حالة بيعه فقط، لضم حلم توهير منذ انطلاق السوق، وهو تشيتشاريتو هيرنانديز، مهاجم مان يونايتد.

موسم الصفر او موسم التحديات او موسم الامتحانات او موسم الرهانات، التسمية لا تهم، ما يهم الجمهور هي النتائج فوقت الكلام انتهى منذ فترة والوعود عمرها قصير في عالم كرة القدم.

دلالات
المساهمون