كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الخميس، النقاب عن أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق والمبعوث السابق للجنة الرباعية، توني بلير، لعب دوراً مهماً في إشهار التحالف بين إسرائيل والإمارات.
ونقلت الصحيفة عن بلير قوله إنه عمل على تنظيم لقاءات سرية عديدة عقدت بين إسحاق مولخو، المبعوث الخاص السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير إماراتي في كل من لندن، أبوظبي، والعاصمة القبرصية نيقوسيا.
وفي جزء من تحقيق ستنشره كاملاً غداً الجمعة، نوهت الصحيفة إلى أن اللقاءات التي عقدها مولخو والوزير الإماراتي على مدى سنين هي التي مهدت لتحالف كامل بين أبوظبي وتل أبيب، والذي يعمل على مأسسة العلاقات بينهما ويخرجها من السر إلى العلن.
وعلى الرغم من أن التحقيق يستند إلى شهادات مسؤولين في الحلبة السياسية الإسرائيلية، إلا أن الصحيفة أكدت أن بلير أقر في اتصال مع مراسلها السياسي أرئيل كهانا، معد التحقيق، كل ما جاء فيه.
وحسب الصحيفة، فقد امتدت اللقاءات السرية بين الوزير الإماراتي ومولخو من 2015 وحتى 2018 عندما اضطر الأخير للاستقالة تحت شبهة ارتكاب جنح فساد من خلال عمله في ديوان نتنياهو؛ حيث اتهم بقضية بيع ألمانيا غواصات لإسرائيل، وهي القضية التي تدعي أوساط في النيابة العامة والإعلام الإسرائيلي أنها تنطوي على مظاهر فساد خطيرة.
وأكد بلير في اللقاء مع الصحيفة أن اللقاءات بين مولخو والوزير الإماراتي تمت بمشاركته وتنسيقه ثم بعد ذلك تواصلت بشكل ثنائي.
ولفتت الصحيفة إلى أن اللقاءات بين مولخو والوزير الإماراتي أسهمت في استعادة الثقة بين أبوظبي وتل أبيب بعد حادثة اغتيال القيادي في حركة "حماس"، محمود المبحوح، في دبي في 2010.
وأبرز كهانا حقيقة أن مولخو عمل خلال اللقاءات السرية مع الوزير الإماراتي على نقل رسائل من نتنياهو إلى القيادة الإماراتية، والتي تطورت بعد ذلك إلى اتصالات هاتفية بين نتنياهو وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، في حين تم تتويج هذه الاتصالات بالزيارة التي قام بها نتنياهو في 2018، وكشفت عنها صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أخيراً.
وشدد بلير في التحقيق على أنه على الرغم من أن تراجع إسرائيل عن تنفيذ مخطط الضم أسهم في توفير بيئة لإشهار التحالف العلني، إلا أن اللقاءات السرية التي نسق لها بين مولخو والوزير الإماراتي هي التي دشنت مسار التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب.