توني بلير يدعو إلى انتفاضة على "بريكست"

17 فبراير 2017
عاد توني بلير بطرحه إلى الحياة السياسية (Getty)
+ الخط -
دعا رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، مؤيدي بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي إلى "انتفاضة" لوقف "بريكست".

واستخدم بلير، في فعالية عقدت، اليوم الجمعة، في لندن تحت عنوان "بريطانيا منفتحة"، نبرة التحدي لرئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، واتهمها بالسعي إلى إخراج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي بأي ثمن.


وأكد بلير أن "مهمته هي إقناع البريطانيين للانتفاض وتغيير آرائهم بشأن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي أو ما يعرف بـ"بريكست".

وحث زعيم حزب العمال الأسبق، مؤيدي أوروبا على التصدي لـ"مهمة" الحفاظ على بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي.

و برر بلير دعواته بكون شريحة واسعة ممن صوتوا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو/حزيران الماضي، فعلوا ذلك بدون معرفة "العواقب الحقيقية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، ما يعني أن "على هؤلاء عدم التقاعس، وعدم اليأس، والتحرك لمنع خروجٍ قاسٍ لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

ويعتبر المراقبون ظهور توني بلير، اليوم، وهجومه القوي والمباشر على سياسات رئيسة الحكومة، وزعيمة حزب المحافظين، بمثابة "العودة الرسمية" لتوني بلير إلى العمل السياسي البريطاني منذ أعلن في يوليو/تموز الماضي عن عزمه العودة إلى الساحة السياسة البريطانية.

ورغم خروجه من رئاسة الحكومة البريطانية في العام 2007، وتراجع دوره في قيادة حزب العمال اليساري المعارض، وانشغاله بمهام سياسية ونشاطات تجارية واستشارية خارجية، إلا أن توني بلير لم يغب عن الساحة البريطانية تماماً.

فقد أعلن بلير في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن تأسيس منظمة جديدة، بهدف وضع خطط استراتيجية لمكافحة طوفان التيارات الشعبوية، التي حققت فوزاً في الانتخابات الأميركية، وقبل ذلك في استفتاء "بريكست"، بعد تراجع تيار "الأغلبية الصامتة" عن مركز الوسط، وغياب البرامج السياسية التي تقدم أجوبة صارمة حول قضايا الأجور، والهجرة، ومناهضة النخبوية، والمواقف تجاه العولمة، مما يوفر فرصة حقيقية لصعود الشعبوية الاستبدادية خلال العقد المقبل، ليس في أوروبا فقط، بل في سائر الديمقراطيات الغربية.

وتأتي محاولات بلير وأمثاله من مؤيدي الاتحاد الأوروبي، لإبطاء عملية مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي بعد أن أشارت استطلاعات للرأي أن بعض من أيدوا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو/ حزيران الماضي، قد غيروا موقفهم لجهة التصويت لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد في حال تنظيم أي استفتاء جديد.
المساهمون