تونغا.. آخر فكرة تنصيب

10 يونيو 2016
(تونغا وخلفه عمل في قصر "شامون سورلوار"، فرنسا)
+ الخط -

بداية الأسبوع الجاري، رحل أحد أبرز وجه الفنون البصرية في أميركا اللاتنية؛ الفنان البرازيلي أنطونيو كارفالو موراو المعروف بكنية تونغا (1952 – 2016) بعد صراع مع المرض.

يعد البعض في البرازيل تونغا مؤسساً لفن التنصيبات في بلاده، حيث أمدّه ببصمته المحلية التي ذوّبت تيارات الحداثة وما بعد الحداثة في عناصر منجزه الفني. اعتمد أسلوبه بالأساس على عنصرين، الأول هو جعل العمل الفني فضاءً، حيث أن متلقيه يجده في أحجام قريبة من الأحجام البشرية، وأحياناً كثيرة يمكن أن يتجوّل داخله حيث تأخذ مكوّناته مساحة تتراوح بين أربعة وثمانية أمتار مربعة.

العنصر الثاني اللافت، هو اعتماد تقنيات التشبيك حيث أن الامتداد التي تتميز به أعماله يقابله ترابط (مادي) من خلال استعمال الحبال والخيوط الحاضرة بقوة في أعماله. وبالتوازي مع هذين العنصرين، نجد حضوراً قوياً للجسد البشري والأفكار الغرائبية.

منذ طفولته، كان الفنان البرازيلي قريباً من الحراك الثقافي في بلاده، فهو ابن شاعر معروف هو جيراردو موراو (1917 – 2007) والذي أورثه إضافة إلى التوجّهات الفنية صداماً مع الحكم العسكري الذي عاشته البرازيل من 1964 إلى 1985، ما دفع تونغا أن يقضي سنواتٍ في التشيلي قبل أن يصلها هي الأخرى مدّ الديكتاتورويات العسكرية، ليضطر إلى مغادرة القارة ويقيم في باريس حيث لفت الانتباه بسرعة إلى أعماله، من خلال قدرته على توظيف الزخم الفكري في أعماله، حيث قيل بأن أعماله ترجمت بصرياً أفكار لاكان وفوكو وبارت.

كانت التسعينيات سنوات الاعتراف العالمي الذي وصل صداه إلى بلده الأم وسرعان ما عاد إليه كأحد أبرز فنانيه، فعُهدت إليه إدارة بينالي ساو باولو وتصميم عدد من معالم مدن البلاد، كما استضافت أعمالها متاحف كبرى في العالم في نيويورك وطوكيو وباريس، وفتحت له قصور تاريخية حين طلب أن يقدّم فيها مشاريع فنية.

دلالات
المساهمون