أغرقت السيول شوارع العاصمة تونس، ظهر الخميس، وتعطلت حركة المرور بعد هطول الأمطار بغزارة لمدة لم تتجاوز 30 دقيقة، حيث ظل المواطنون عالقين في سياراتهم لمدة طويلة، كما داهمت المياه عدداً من الأحياء والمنازل بسبب صعوبات تصريف مياه الأمطار.
ونبهت مصالح الرصد الجوي، منذ الأربعاء، من أمطار رعدية تشمل محافظات تونس الكبرى والشمال والوسط الغربي، كما أصدرت منظمة الفلاحة والصيد البحري بلاغاً دعت فيه المزارعين والبحارة لملازمة الحذر، وحماية قطعان الماشية خشية تضررها من السيول.
وتحوّلت أمطار الخريف إلى كابوس يزعج التونسيين، بسبب الأضرار التي تخلفها الأمطار في المنازل والعربات، منتقدين تكرار مشهد الطرقات التي تغمرها المياه كل خريف، دون إيجاد الحلول المناسبة لحماية المدن من الفيضانات وتطهير شبكات الصرف الصحي قبل موسم الأمطار.
وقال محمد عبيد، رئيس المديرية المركزية الفنية بديوان التطهير الحكومي، أن وحدات الديوان انتشرت لشفط المياه بالتنسيق مع لجان مجابهة الكوارث الجهوية، التي استنفرت لتسهيل حركة المرور على الطرقات التي غمرتها السيول.
وأكد عبيد في تصريح لإذاعة محلية، أن المياه تتجمع في المناطق المنخفضة نتيجة تراكم الأتربة والفضلات داخل مسالك الصرف الصحي، ما يتسبب سنوياً بالفيضانات الخريفية.
وخلّفت الأمطار التي تهاطلت على محافظات الشمال، الثلاثاء الماضي، ضحيتين بعد أن جرفتهما المياه، حيث تم العثور على جثة أحدهما، فيما تواصلت أعمال البحث عن جثة طفلة مفقودة لأكثر من 48 ساعة، قبل أن يتم العثور عليها مساء اليوم الخميس، حيث تمكنت وحدات الدفاع المدني من العثور على جثة الطفلة، البالغة من العمر 4 سنوات، على بعد 7 كيلومترات من مكان جرف السيول لها.
ورفعت اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث درجة التأهب بإقليم تونس الكبرى ومحافظات الشمال والوسط الغربي، في ظل توقعات من المعهد الوطني للرصد الجوي بارتفاع منسوب الأودية والمياه جراء التساقطات المطرية، وإمكانية تواصل الأمطار إلى السبت القادم.
وشهدت عدة أحياء وسط العاصمة تونس تعطل حركة المرور وتوقف عربات المترو الخفيف، بعد أن فاجأت الأمطار الغزيرة المواطنين ممن احتموا بالمحطات وبالمحلات، كما تسببت في قطع عدد من الطرقات وغمرت العديد من المنازل وعزلت بعض الأحياء السكنية.