تونس في المونديال... من أجل مشاركة تاريخية مُشرفة

17 يونيو 2018
+ الخط -
ينطلق المنتخب التونسي في بطولة كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه ورغم أن مجموعته لن تكون سهلة أبداً، إلا أنه سيُحاول الخروج منها بأقل الأضرار الممكنة وبلوغ دور الـ 16 وتحقيق مفاجأة كبيرة.

تملك تونس أسماء مُميزة تلعب في أبرز الدوريات الأوروبية وبعيداً عن إصابة يوسف المساكني المؤثرة فإن تونس ستُحاول فرض نفسها ومتابعة سلسلة النتائج الجيدة التي سجلتها في التصفيات والمباريات الودية. 

التاريخ في المونديال
شاركت تونس في بطولات كأس العالم أربع مرات تاريخياً ولم تُحقق نتائج إيجابية كثيرة (فوز وحيد) في جميع النسخات التي شاركت فيها. بدأت تونس مشوارها في مونديال 1978 على الأراضي الأرجنتينية، وهناك ودعت من دور المجموعات وأنهت البطولة بفوز وحيد تاريخي كان على المكسيك (3 – 1) أنذاك وسجل الأهداف علي كعبي، نجيب غمديش ومختار دُوحيب.

بعد ذلك غابت تونس عن نسخات (1982، 1986، 1990، 1994) وعادت إلى مونديال فرنسا 1998، لكنها ودعت من دور المجموعات أيضاً دون تحقيق أي فوز. وتكرر الأمر نفسه في نسخة كوريا واليابان 2002 وألمانيا 2006، حيثُ حققت تونس تعادلا وخسارتين في النسختين.

وفي المجموع خاضت تونس 12 مباراة في تاريخ كأس العالم (انتصار وأربعة تعادلات وسبع خسارات)، وسجل المنتخب 8 أهداف وتلقت شباكه 17 هدفاً. وستحاول تونس في مونديال روسيا 2018 تحقيق الانتصار الثاني في تاريخ المونديال وتحديداً في دور المجموعات وذلك رغم تواجد عمالقة بحجم بلجيكا وإنكلترا اللتين سيكون من الصعب اسقاطهما بسهولة.

التصفيات ونقاط القوة والضعف
تأهلت تونس إلى بطولة كأس العالم 2018، عبر التصفيات الأفريقية، وذلك بعد أن تصدرت المجموعة الأولى عن جدارة واستحقاق متفوقة على منتخبات الكونغو الديمقراطية، منتخب ليبيا وغينيا. جمعت تونس 14 نقطة في ست مباريات من أربعة انتصارات وتعادلين، في وقت سجلت 11 هدفاً مقابل تلقي شباكها أربعة أهداف في جميع المباريات، وهو دليل على قوة الدفاع التونسي.

ومن أبرز نقاط القوة التي تُميز المنتخب التونسي تواجد نجوم جيدين في خط الوسط سيكون عليهم ضغط كبير خصوصاً في المباراة الأولى أمام منتخب إنكلترا. وسيخلق كل من فيرجاني ساسي ومحمد أمين بن عُمر وغايلين شادلي التوازن المطلوب خلال المواجهات. في المقابل هناك مهاجمان يعرفان جيداً كيفية هز الشباك وخصوصاً امام المنتخبات الكبيرة مثل وهبي الخزري ونعيم صليتي.

في المقابل تتمثل نقاط الضعف لدى المنتخب التونسي بغياب المهاجم الخبير يوسف المساكني بسبب تعرضه لإصابة قوية، هو هداف وكان مؤملاً أن يصبح نجم تونس في المونديال، وبذلك خسر المنتخب واحدا من أخطر المهاجمين العرب كان قادراً على صناعة الفارق في خط المقدمة. كما أن المدرب نبيل معلول يواجه بعض المشاكل لجهة إصابة أبرز النجوم، وهو الأمر الذي يضع جهوزيتهم الفنية والبدنية بمحل شك.

المجموعة والتشكيلة
تلعب تونس في المجموعة السابعة في مونديال 2018، إلى جانب منتخبات بلجيكا، إنكلترا وبنما. تلعب مباراتها الأولى ضد منتخب "الأسود الثلاثة" في 18 يونيو/ حزيران على ملعب "فولغوغراد أرينا"، ثم تلعب المباراة الثانية في ملعب "أوتكريتي" ضد المنتخب البلجيكي القوي يوم 23 يونيو، وتختم مشوارها في دور المجموعات ضد منتخب بنما يوم 28 يونيو على ملعب "موردوفيا أرينا".

أما تشكيلة المنتخب التونسي فتضمُ في حراسة المرمى فاروق بن مصطفة، مُعز حسن، أيمن ماثلوثي. وفي خط الدفاع هناك رامي بيدوي، يوهان بينلوياني، صيام بن يوسف، ديلان برون، أسامة حدادي، علي معلول، ياسين ميريا، حمادي ناغيز. أما خط الوسط فيضمُ أنيس بدري، محمد أمين بن عُمر، غايلين شادلي، أحمد خليل، سيف الدين خاوي، فيرجاني ساسي، إلياس سخيري، نعيم سليتي، باسم سراسرفي. وفي خط الهجوم هناك فخر الدين بن يوسف، صابر خليفة، وهبي الخزري.

المدرب
تبدّلت الأمور رأساً على عقب، بعد وصول المدرب نبيل معلول إلى دفة قيادة المنتخب التونسي، ويكفي أنه قاده إلى بطولة كأس العالم 2018 عن جدارة واستحقاق. ويملك معلول خبرة كبيرة في عالم كرة القدم على الصعيد التدريبي، إذ درّب فريق أولمبيك كييف، ثم عمل مساعداً لمدرب تونس بين 2002 و2004.

بعد ذلك درّب المنتخب التونسي الأولمبي ثم فريق الأفريقي، وفي موسم 2005-2006 قاد فريق البنزرتي التونسي ثم عمل مساعداً في المنتخب بين 2006 و2008. بعد ذلك درّب فريق الترجي التونسي وفي عام 2014 استلم تدريب فريق الجيش القطري ومن بعدها منتخب الكويت بين 2014 و2017، وأخيراً استلم تدريب تونس في عام 2017 حتى اليوم.

حقق نبيل معلول كمدرب ألقاباً عدة، منها مع الترجي التونسي (لقب الدوري عامي 2011 و2012، ولقب كأس تونس في عام 2011، ولقب دوري أبطال أفريقيا في عام 2011. في وقت حصد مع فريق الجيش القطري لقب الكأس في عام 2014. في المقابل حصد معلول كلاعب لقب الدوري التونسي مع فريق الترجي أعوام (1982، 1985، 1988، 1989، 1993 و1994) ولقب الكأس مرتين و"السوبر" مرة، وكذلك لقب بطولة الأندية العربية في عام 1993.
المساهمون