عودة الحديث عن حكومة إنقاذ وطني (Getty)
عاد الحديث مجدداً في تونس عن حكومة إنقاذ أو حكومة وحدة وطنية تجمع أكبر قاعدة ممكنة من الوفاق، وأشارت مصادر حزبية عدة أن الحل الوحيد لإخراج البلاد من أزمتها يتمثل في حكومة ذات سند سياسي وشعبي كبير، يمكن من تجاوز حالة الركود التي تمر بها البلاد.
وقالت إذاعة "موزاييك" الخاصة، إن رئيس مجلس نواب الشعب، محمد الناصر، دعا إلى إرساء حكومة وحدة وطنية في حوار سيبث لاحقاً في القناة الوطنية الأولى.
وفي هذا الإطار، أفاد الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، معز السيناوي، في تصريح صحافي، أنه من المنتظر أن يتحدث الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، مساء اليوم الخميس، على قناة الوطنية الأولى، وسيتضمن حديثه تشخيصاً دقيقاً للوضع السياسي الراهن في البلاد، إضافة إلى طرح أولويات المرحلة والحلول الممكنة لتجاوز الأزمة الاقتصادية والتي تنعكس على السياسة، وفق تعبيره.
وعن حقيقة إعلان السبسي عن مقترح تكوين حكومة وحدة وطنية، أجاب السيناوي: "إنه لا يستطيع أن يؤكد هذا الأمر". مكتفياً بالقول "إن رئيس الجمهورية سيعلن عن عديد المقترحات للخروج من الأزمة".
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال القيادي في حزب "تونس الإرادة"، عماد الدايمي، إنهم سينتظرون حوار كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس نواب الشعب، للرد عليهما، مؤكداً أنهم سيتفاعلون مع أي مبادرة لإنقاذ البلاد إذا اعترفت الأحزاب الحاكمة علناً بمسؤوليتها في الوضع الخطير الذي تعيشه، وعبر الدايمي عن تخوفه من أن تكون دعوة حكومة الوحدة الوطنية في إطار الهروب إلى الأمام للتملص من مسؤولية الأحزاب الحاكمة مما وصلت إليه الأوضاع الراهنة.
وأكد عماد الدايمي أنهم سيكونون جزءاً من هذه المبادرة التي تتمثل في إخراج البلاد من الأزمة إذا تحمل الحكام المسؤولية، موضحاً أن حزب الإرادة قدم عدة مبادرات للخروج من هذا الوضع من خلال تقديم استراتيجيا لمحاربة الإرهاب وأخرى للحد من البطالة.
وفي تعليقه على دعوة رئيس مجلس نواب الشعب، محمد الناصر، إلى حكومة وحدة وطنية بمشاركة الاتحاد العام التونسي للشغل، قال حسين العباسي في تصريح إذاعي، إنّه لا علم لهم بهذه الدعوة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ الاتحاد سيرفض هذه الدعوة لأنّه يرى أنّه من الأفضل الابتعاد عن الحكم.
وشدد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، على أن الاتحاد يدعم إرساء حكومة وطنية تحظى بأكبر إجماع وتوافق ممكنين، إلا أنه لا يرى نفسه من ضمن المشاركين فيها، خصوصاً وأن الأحزاب السياسية هي التي خلقت لتحكم، حسب تعبيره.
وجدير بالإشارة أن مجموعة من الأحزاب المعارضة على غرار الجبهة الشعبية والمسار الديمقراطي والحزب الجمهوري أطلقت، منذ أسابيع، مقترحاً لعقد مؤتمر وطني للإنقاذ عرضته على السبسي، وبحسب تسريبات، فإن خطاب رئيس الجمهورية، الليلة الخميس، سيتضمن أيضاً، اقتراح تكوين حكومة وحدة وطنية نظراً للأزمة الشاملة التي تشهدها البلاد على جميع المستويات، على الرغم من أن تخمينات عديدة تحدثت عن إمكانية تعويض رئيس الحكومة الحبيب الصيد، ولكنها تبقى مستبعدة بعد تأكيد الرئيس السبسي وزعيم النهضة، راشد الغنوشي، منذ يومين، على تواصل دعمهما للصيد.