تونس: حملة طبّية للحد من انتشار الأمراض المزمنة

25 أكتوبر 2018
التنبيه لخطورة الأمراض المزمنة (العربي الجديد)
+ الخط -

ترتفع وتيرة الأنشطة الصحية خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام في تونس، وبالتوازي مع حملة "أكتوبر الوردي" الموجهة لحثّ النساء على الكشف المبكر على سرطان الثدي، انتظمت أيضاً حملات للتوعية بأهمية متابعة مؤشرات الصحة تحت شعار "حياة صحية دون أمراض".

وتتواصل الحملة التي نفذتها "وكالة التنمية والتدخل الإنساني"، منذ الثلاثاء إلى غاية نهاية الأسبوع بشارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس، للكشف عن مؤشرات الأمراض المزمنة لدى التونسيين وتحذيرهم منها.

وتستهدف الحملة بشكل أساسي الأطفال والنساء وكبار السن، وانتصب عدد من الأطباء في مختلف الاختصاصات تونسيين وأجانب، في خيمات أعدّت لاستقبال المارّة ودعوتهم للكشف.

وتقدم القافلة الطبّية المتمركزة في الشارع الرئيسي بالعاصمة، كشوفات مجانية عن أمراض أكدت تقارير رسمية أنها تعدّ الأعلى انتشاراً بين التونسيين. وكانت إحصائيات لجمعية مرضى ضغط الدم، أكدت في وقت سابق أنّ تونسياً من بين ثلاثة مصاب بمرض ارتفاع ضغط الدم، فيما كشفت تقارير وزارة الصحة أن مرض السكري وأمراض القلب تفشت بين التونسيين وتجاوزت الإصابة بها نسبة 20 في المئة. فيما يعاني نصف سكان البلاد من السمنة ومن الأمراض الناجمة عن التدخين، وهو ما أكده وزير الصحة عماد الحمامي سابقاً، إذ ذكر أن الأمراض المزمنة تكلف الدولة ما يعادل نصف ميزانية الوزارة، كما تتسبب في 30 في المئة من الوفيات المبكرة، وتعود أغلبها إلى نظام الحياة غير الصحي الذي يتبعه كثير من التونسيين.

وفي ذات السياق، أوضحت طبيبة أسنان ناشطة صلب فرع الوكالة العالمية للتنمية والغوث الإنساني بتونس رانية خماخم لـ"العربي الجديد"، أنّ التظاهرة التحسيسية التي تنعقد للسنة الخامسة هدفها التوعية بضرورة اتباع نظام عيش صحي، باعتباره المفتاح الأول للتوازن الصحي.  

وشددت على أن النظام المعيشي القائم على إهمال أبسط قواعد الصحة المتوازنة، كالانتباه لمحتويات المأكولات وعدم الإفراط في تناول السكريات أو الوجبات المالحة، والانتباه لكميات الماء، علاوة على تفادي الضغط، وهي عادات منقوصة لدى الكثيرين، ينتج عنه أمراض مزمنة قد لا يكتشفها المصاب مبكراً، ولا سيما مع غياب ثقافة إجراء متابعة صحية وتحاليل طبية سنوياً للإنذار المبكر بالإصابة أو ارتفاع مؤشراتها.

تقديم كشوفات مجانية (العربي الجديد)

وأضافت المتحدثة لـ"العربي الجديد"، أنّ الخيمات الطبية تقدم كشوفات فورية مجانية على السكري وارتفاع ضغط الدم، الهدف منها تنبيه الزوار إلى مؤشرات اقترابهم من الإصابة بهذين المرضين وتقديم النصح والإرشاد للوقاية من الإصابة بهما، أو توجيه الشخص إلى ضرورة استشارة طبيب والانطلاق في العلاج.

وشهدت الخيمات الطبية إقبالاً من طرف زوّار الشارع الرئيسي، اتجه بعضهم للكشف الفوري، فيما شارك آخرون في حلقات التوعية والنقاش مع أطباء المنظمة حول العادات الصحية.

وبرغم إعلان وزارة الصحة، منذ سنة 2017 في أكثر من مناسبة، ضرورة الشروع في وضع استراتيجية وطنية للتصدي للأمراض المزمنة، التي تتسبب في قرابة ثلث الوفيات بالبلاد وتكلف الدولة نصف نفقات الصحة، علاوة عن إثقالها كاهل منظومة التغطية الصحية، فإن هذه الاستراتيجية لم توضع بعد، وانقسمت جهود الفاعلين في هذا الملف بين تطويق الأمراض الوبائية والتصدي للأمراض غير السارية والخطيرة.

بيد أن جهود المجتمع المدني والقافلات الطبية التطوعية، ساهمت في دعم دور المؤسسات الصحية الرسمية في التوعية والوقاية والعلاج. ومن المرتقب الترفيع في موازنة وزارة الصحة خلال مشروع قانون المالية للسنة المقبلة، حتى تتمكن من تدعيم مراكز الرعاية الصحية في القرى والمدن باعتبارها الخط الأول لاستقبال مصابي الأمراض المزمنة.

المساهمون