تونس: حزب "الاتحاد الوطني الحر" يلغي تحالفاته القديمة

12 ديسمبر 2016
الرياحي ينتقد احتكار السبسي للسلطة (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

بيّنت الأيام الأخيرة في تونس أن حزب "الاتحاد الوطني الحر"، الذي يرأسه رجل الأعمال الشهير، سليم الرياحي، قد حسم أمر تموقعه السياسي بشكل نهائي، بعد فترة انتظار وترقب لم تدم أكثر من ثلاثة أشهر تلت تشكيل حكومة يوسف الشاهد.

وبدأ الحزب منذ فترة يوجه بعض الرسائل إلى المشهد السياسي التونسي، عبر الترويح لتقارب مع حزب "مشروع تونس"، الذي يرأسه محسن مرزوق والخارج من رحم "نداء تونس"، والذي لم يوضح بدوره إذا كان في المعارضة أم سيواصل دعم تحالف وثيقة قرطاج.


غير أن المصادقة على موازنة العام القادم كشفت بشكل جليّ أن "الاتحاد الوطني الحر"، أو رئيسه على الأقل، قد حسم أمره وقرر الاصطفاف بشكل نهائي في المعارضة، بعدم مساندته للحكومة أثناء التصويت، في حين أثار الموقف نفسه استقالات في صفوف "مشروع تونس".

ولكن رئيس "الاتحاد الوطني الحر"، الذي ساند منذ انتخابات 2014، خيارات الرئيس باجي قايد السبسي، وانضم لحكومة الحبيب الصيد ودافع عنها بكل شراسة، قرر تغيير موقعه السياسي بعد استبعاده من حكومة الوحدة الوطنية.

وفتح الرياحي أمس النار على الجميع، في برنامج "لمن يجرؤ" على قناة "الحوار التونسي" الخاصة، موجهاً اتهامات كبيرة للرئيس السبسي بالتحكم في كل خيوط اللعبة السياسية في تونس. كما فتح النار أيضا على الشاهد وعلى وثيقة قرطاج، دون أن ينسى أيضا الجبهة الشعبية المعارضة، وحتى الرئيس السابق منصف المرزوقي.

وقال الرياحي إن علاقته مع السبسي منقطعة، متهماً إياه بأنه المسير الحقيقي للعمل الحكومي رفقة مستشاريه، وأنه يفضّل نظاماً رئاسياً على النظام البرلماني. كما أكد أن الشاهد ليس سوى وزير أول يأخذ تعليماته من قصر قرطاج، وأن 95 بالمائة من السلطة اليوم في يد الرئيس السبسي.

وأكد الرياحي أن السلطة تحولت من قصر الحكومة إلى القصر الرئاسي، ولكن حتى تركيبة الرئاسة لا يمكنها إدارة البلاد اليوم، لأنها تتطلب عمل 15 ساعة في اليوم، والرئيس غير قادر على ذلك.

وأضاف الرياحي أن وثيقة قرطاج لم تعد تعني شيئا، وأنه بعد حوالي 100 يوم من توليها السلطة، فإن حكومة الوحدة الوطنية أيضا لم تعد تعني شيئا وهي بلا رؤية وبلا مساندة ويعارضها الجميع.

وقال الرياحي "كنا نلوم الحبيب الصيد بأنه تكنوقراطي، ولكن يوسف الشاهد استطاع أن يجعل الجميع ضده ..المحامين والأطباء والصيادلة والنقابيين وغيرهم... والدليل على ذلك أن قانون المالية 2017 لم يحظ إلا بأغلبية ضعيفة". وأضاف أنه مزّق وثيقة قرطاج التي قامت عليها حكومة الوحدة الوطنية.

ودعا الرياحي، الرئيس السبسي، للخروج من الباب الكبير، وفق تعبيره، وتنظيم انتخابات رئاسية خلال عام، لأن رصيد انتخابات 2014 انتهى، ويمكن لرئيس الجمهورية القيام بما لم يقم به أول رئيس للجمهورية التونسية، الحبيب بورقيبة، من خلال التحضير لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وبلدية في ظرف سنة.

وقال الرياحي إن الجميع في تونس اليوم متوتر ومتشنج، الفقير والغني والمتوسط، وإنه لا بد من التغيير والتجديد.

وهاجم الرياحي أيضا الجبهة الشعبية، مشيرا إلى أنه لا شعبية كبيرة لها، ووجه سهام نقده أيضا للرئيس السابق منصف المرزوقي، متهماً إياه بمنعه من الاستثمار في تونس.

وقال إنه يتمنى أن يترشح زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، للانتخابات الرئاسية، لأنه "منافس ساهل (سهل)"، بحسب رأيه، وإنه بلغه أنه ينوي الترشح بالفعل.

وقال الرياحي إن أي مرشح للجبهة الوسطية، التي لم تتشكل بعد، بإمكانه أن ينجح في الانتخابات الرئاسية القادمة.