أثار الفيديو الذي نشره مكتب الإعلام والاتصال التابع إلى وزارة الداخلية التونسية على صفحتها على "فيسبوك"، والذي يظهر فيه منفذا عملية متحف باردو التي أدت إلى وفاة 24 شخصا وجرح 43 آخرين أغلبهم من السياح الأجانب، موجةً من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، خاصةً وأن الفيديو يُظهر شخصًا ينزل من سلم المتحف يلتقي منفذي العملية ثم يغادر مسرعًا.
هذا الشخص الثالث؛ والذي قالت وزارة الداخلية أنه تونسي لا علاقة له بعملية الاعتداء، بل هو أحد زوار المتحف أثار موجة من التعليقات الساخرة. وكتب البعض إن هذا الشخص خاطب الإرهابيين قائلاً لهم "أعانكم الله" ثم غادر. في حين علّق البعض الآخر قائلاً إن المعتدين طلبا منه توقعاته لنتيجة الكلاسيكو بين نادي برشلونة وريال مدريد ثم تركاه يغادر. أما الناشطة الإلكترونية نعيمة غربي فقد كتبت: "حسب رأيكم ماذا قال الإرهابي للرجل وبماذا أجاب؟ ولماذا تركاه في سبيله؟ الجائزة لصاحب الإجابة الصحيحة".
الإعلامية والناشطة الإلكترونية ريم السعيدي كتبت على صفحتها: "الثالث إلي هابط مالدروج (من السلم) ما ينجم (أي لا يمكن) أن يكون كان معاهم وبصراحة الفيديو مشكوك في أمره"، وهناك تعليق بمثل تونسي يقول "وزارة الداخلية جات تطب فيها عماتها" (أي أنها حاولت أن تعالج المسألة فزادتها غموضا). رأي لم تشاطرها فيه الإعلامية تبر النعيمي التي كتبت: "كنت شاهدة على الأحداث، وتحدثت مع العديد الذين عاشوا أطوار هذا الاعتداء، وأكدوا صحة ما بثته وزارة الداخلية".
هذه الموجة من التشكيك في الفيديو اعتبرها كثير من الناشطين الإلكترونيين ضربًا للمجهودات الأمنية في مقاومة التطرف، وحطًا من عزيمة القوات الأمنية، داعين الناشطين الإلكترونيين إلى عدم الانخراط في هذه اللعبة التي لن تخدم إلا الإرهاب والإرهابيين، طالبين من التونسيين التضامن الكامل حتى تنجح تونس في الخروج من الوضع الصعب الذي تعيشه.
يُذكر أن وزارة الداخلية التونسية سبق وأن نشرت من قبل على صفحتها صورًا لإرهابيين، لكن صاحبت صورهم أخطاء في رقم بطاقات هويتهم مما حول المسألة إلى عملية تشكيك في ما نشر، في حين اعتبرت وزارة الداخلية أن خطأ تسرب في تدوين أرقام الهوية؛ وهو أمر لا يستدعي التشكيك في عملها من أجل حفظ أمن التونسيين.
اقرأ أيضاً: "لنتحد من أجل الحريات".. حملة تضامن عالمية مع تونس