تجميد عضوية السبسي الابن والأمين العام لـ"النداء": "نفخ في جسد ميت"

20 يوليو 2020
يعيش الحزب مخاضاً من أجل لملمة صفوفه مجدداً (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

يعيش حزب "نداء تونس" مخاضاً من أجل لملمة صفوفه مجدداً، وربما لمحاولة التموضع السياسي بعد صراعات كبيرة عاشها منذ وفاة مؤسسه الباجي قائد السبسي. وتتالت في الآونة الأخيرة الاجتماعات والدعوات إلى مؤتمر جمع الشتات، وتقرّر، في جلسة عامة استثنائية مساء أمس الأحد، تجميد عضوية كلّ من المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي، والأمين العام للحزب والوزير لدى رئيس الحكومة المكلف العلاقة مع البرلمان علي الحفصي، وإحالة ملف كلّ منهما على أنظار المؤتمر الاستثنائي التوحيدي لاتخاذ القرار التأديبي بشأنهما، ما أثار التساؤلات عن الجدوى منه.

وفسّر الحزب في بيان له، أنّ هذا القرار اتُّخذ بعد تسببهما بتعطيل مؤسسات الحزب، وتعمّد السبسي الابن حجب بعض الملفات والمعطيات، وتهميش سير شؤون الحزب. وفي ما يتعلق بالحفصي، فقد جُمّدت عضويته لمخالفته قرار اللجنة المركزية القاضي بعدم المشاركة في حكومة إلياس الفخفاخ.

أكد الحفصي أنه سيواصل قيادة الحزب إلى حين عقد مؤتمره وفقاً للقانون والنظام الداخلي

وردّ علي الحفصي بأن هياكل الحزب لم تجتمع، ولا شرعية ولا صدقية لأيّ بيان يصدر خارج الهياكل الشرعية لـ"نداء تونس" الذي يبقى هو ممثله الشرعي، فيما لا يزال حافظ قائد السبسي الممثل القانوني للحزب إلى حين عقد المؤتمر، وانتخاب قيادة الحزب وفقاً لنظامه الداخلي. وأضاف الحفصي في تصريح صحافي، أن للحزب وثائق قانونية مودعة لدى رئاسة الحكومة، تنصّ على أنه هو الأمين العام والممثل الشرعي للحزب لدى كلّ الهيئات ولدى الدوائر الرسمية، واعتبر أن ما يصدر عن بعض الأطراف في هذا التوقيت بالذات، هو من قبيل الصيد في الماء العكر، وأن كلّ محاولاتهم فاشلة، مشدداً على أنه سيواصل قيادة الحزب إلى حين عقد مؤتمره وفقاً للقانون والنظام الداخلي.

وأوضح المحلل السياسي ماجد البرهومي، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "نداء تونس" انتهى سياسياً بوفاة مؤسسه الباجي قائد السبسي، وبالتالي إنّ تجميد عضوية السبسي الابن والوزير علي الحفصي هو عبث سياسي، مؤكداً أن "النداء" مرتبط بالباجي، أي بالشخص، ولن تكون هناك شخصية جامعة للندائيين مجدداً، مضيفاً أن كلّ ما يقوم به الحزب من مساعٍ، مجرد محاولات يائسة، في ظل عجزه عن تجميع الساحة الدستورية التي استحوذ عليها حالياً "الحزب الدستوري الحر" بقيادة عبير موسي، الذي تؤكده غالبية استطلاعات الرأي.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وقال البرهومي إنه في غياب السبسي، الشخصية المحورية في الحزب والقادرة على تجميع الدستوريين والقوميين والليبراليين، فإنه لا يمكن "النداء" أن يعود مجدداً، مبيناً أنه لا توجد أي شخصية قادرة على تجميع مختلف هذه التيارات الفكرية، وبالتالي إنّ كلّ محاولات النداء لتضميد الجراح وإعادة التشكل والتواجد ضمن الخريطة السياسية هي محاولات فاشلة، وخصوصاً أن النداء انقسم، وتشتّت، وتكونت أحزاب عديدة، ومنها "مشروع تونس"، و"تحيا تونس" وغيرها.

ويرى المحلل السياسي أن الإساءة إلى السبسي الابن قد تنفّر بعض الأنصار الباقين، وخصوصاً محبي السبسي الأب، من الحزب، مشيراً إلى أن نظرة للوراء قد تكشف أن السبسي، بحكم درايته بالمحيطين به والموجودين في الحزب، لم يكن يثق بأيٍّ كان، وتمسك بابنه في الحزب فقط ليكون الرقيب والساهر على وضعه، مشيراً إلى أن تجميد عضوية حافظ الآن لا معنى لها، لأنه نُسي تقريباً، ولَم يعد موجوداً في الساحة منذ فترة طويلة، وبالتالي فهذا القرار لا فائدة منه.

وبيّن البرهومي أن غالبية الداعمين الماليين تخلوا عن "النداء"، وكان هناك سابقاً "لوبي" مالي فاعل، وبالتالي من الصعب، ومن باب المستحيل، أن يعود "النداء"، خصوصاً أن غالبية القيادات تبحث عن الزعامة، وحتى تجميع القواعد غير ممكن، مضيفاً أن موسي سيطرت على الساحة الدستورية، وبقية الرموز اليسارية لن تقبل بالعودة مجدداً لـ"النداء" ولا يوجد أي جامع لها. وأفاد بأن "النداء" جسد ميت يحاول البعض إنعاشه مجدداً، ولكن هذا غير ممكن، ولن تكون هناك أي فائدة من ذلك.

المساهمون