تونس تبحث تأمين مدنها ومؤسساتها

29 مارس 2016
تونس تبحث تعزيز قدراتها في المراقبة الأمنية (العربي الجديد)
+ الخط -
أمام المخاطر الإرهابية التي تشهدها تونس، وللاستفادة من أحدث التكنولوجيات في مجال رقابة المؤسسات العمومية والفضاءات التجارية والمطارات، تحتضن تونس الدورة الثانية من الصالون الدولي للسلامة، في قصر المؤتمرات بالعاصمة، من 28 إلى 31 مارس/ آذار الجاري.

وأكّد مدير عام المركز التونسي للمعارض والمؤتمرات، سامي الشامخ لـ"العربي الجديد"، أنّ تونس في حاجة أكثر من أي وقت مضى، إلى تأمين منشآتها العامة والخاصة، وتزويدها بأحدث التكنولوجيات، مبيناً أن الإرهاب يستغل الثغرات والأماكن التي تفتقر الى تأمين.

وأضاف، أن أكثر من 100 عارض من عدة دول عربية وأجنبية، قدموا خلال هذا الصالون، أحدث تجهيزاتهم وتقنيّاتهم في مجال السلامة والمراقبة والحماية والتأمين والتكوين، مؤكداً أن الأجهزة التي تم عرضها متنوعة وحديثة وتتمثل في كاميرات مراقبة ووسائل حماية ووقاية، مضيفاً أن الصالون يضم عارضين من عدة دول أجنبية وعربية، وهو فرصة للمؤسسات العمومية وأصحاب النزل والمطارات والموانئ والسفارات للاستفادة من أحدث تقنيات السلامة والرقابة.

ولفت إلى أن خبراء من مختلف أنحاء العالم متواجدون بالصالون، لعرض تجارب في السلامة ضمن فضاء مخصص للغرض، كما أن هناك أنشطة ستنظم لفائدة نحو 10 آلاف زائر .

وأكّد وزير الداخلية الهادي مجدوب، على هامش مواكبته للصالون، لـ"العربي الجديد"، انّه ضروري الاطلاع على آخر التكنولوجيات في مجال السلامة، وخاصة في مجال الأمن، مبيناً أن هذا الصالون يشكل فرصة للمهنيين وأصحاب المؤسسات للالتقاء والاستفادة من التقنيات الحديثة في المجال.

اقرأ أيضاً: وزير الدفاع التونسي: نجحنا في دحر الإرهاب بإمكانيات محدودة

وأضاف أن التفكير في التأمين والسلامة الذاتية يساعد على الحماية والوقاية، وتابع أن تونس تواكب التطور الحاصل في مجال السلامة.

ونفى وزير الداخلية، وجود تهديدات إرهابية لحوالي 50 شخصية تونسية، معتبراً أن ما يتم ترويجه حول العثور على وثيقة تتضمن أسماء شخصيات مهددة "لا أساس له من الصحة".

وقال المدير التنفيذي لشركة للمعدات التكنولوجية الجزائري زهير شبيحي، لـ"العربي الجديد"، إنّه بحكم التجربة التي اكتسبتها الجزائر خلال العشرية السوداء، والتي تميزت بتصاعد العمليات الإرهابية، فقد طورت تجربتها ووسائل الحماية.

لافتاً إلى أن اقتصاد تونس يقوم على السياحة، وأي سائح يطلب الأمن قبل الخدمات، مؤكداً أنهم عرضوا على النزل الذي حدثت فيه العملية الإرهابية في سوسة قبل أسبوع واحد من العملية، هذه التجهيزات، ولكن انتظرت صاحبة النزل دعماً من الدولة، أخرّ الاستفادة من المعدات، التي كانت ستجنب تونس كارثة كبرى.

وأضاف شبيحي، أنه تم جلب عدة معدات أمنية متطورة لتستفيد منها تونس، تتمثل في تجهيزات لمراقبة مداخل المطارات والنزل، وهي تجهيزات أميركية، وقادرة على التفطن لأي سلاح أو مواد متفجرة وإلى القنابل أو حتى المواد غير المجمعة التي تستغل في العمليات الإرهابية، إضافة إلى المواد التي تكون في شكل مسحوق أو مفككة، مؤكداً أن الخطر صفر غير موجود وهو ما يستدعي دائماً الوقاية.

واعتبر شبيحي، أنّ التفتيش اليدوي للأشخاص والمعدات، لم يعد مقبولاً ويستغرق وقتاً طويلاً، وبالتالي فإن التجهيزات الحديثة أكثر سرعة وضماناً، مبيناً أن الإرهابيين عادة ما يستغلون الفضاءات التي يلاحظون فيها غياباً للرقابة أو نقصاً في التجهيزات.

وأوضح المسؤول التجاري عن شركة مختصة في بيع الكاميرات نادر ممّي، لـ"العربي الجديد"، أنهم يوفرون أحدث معدات المراقبة، وهي ذات جدوى أكبر وأكثر نجاعة، مبيناً أن الكاميرا التقليدية انتهى العمل بها، في حين أن الحديثة يمكن التحكم بها عن بعد، وإذا حدث أمر طارئ تصل إلى الشخص المعني صور عبر بريده الإلكتروني أو عبر رسالة قصيرة على هاتفه، كما أنه يمكن من خلال هذه التجهيزات تحديد الأشخاص المطلوبين للعدالة، أو المشبوهين، بمجرد دخولهم إلى ملعب أو فضاء تجاري أو مؤسسة، فهذه التجهيزات تحدد مكان الشخص بدقة عالية.

وتابع نادر، أن سياسة الدولة في مجال السلامة، يجب أن تتغير، وأن يتم تركيز كاميرات حديثة في الشوارع الرئيسية، والنقاط الحساسة، مبيناً أن الوعي بالمخاطر موجود ولكن الإقبال على الأجهزة الحديثة لا يزال ناقصا.

وقال المختص في الحماية وتكوين الأشخاص في السلامة، عمر عمارة لـ"العربي الجديد"، إنّه بعد الثورة التونسية، أصبح هناك وعي من قبل السفارات والمؤسسات للاستفادة من الاشخاص الأكفياء الذين يسهرون على حمايتهم وتأمين السلامة للأماكن الحساسة وكذلك الشخصيات.

اقرأ أيضاً: باحثون يعالجون ظاهرة الإرهاب في تونس والمنطقة الأفريقية 

دلالات
المساهمون