تونس العتيقة... مقاهيها وحوانيتها فسحة للسهر في رمضان
تعيش المدينة القديمة في تونس، والتي تعرف أيضا بـ"المدينة العربية"، هدوءاً أقرب إلى السبات معظم أشهر السنة. تُغلق المحال التجارية أبوابها يومياً مع مغيب الشمس، ويصير المشي بين أحيائها خلال أوقات متأخرة من الليل موحشاً. إلّا أنّ شهر رمضان يوقظ سبات ليل تلك المدينة، فتتزيّن أزقتها بالأضواء وفوانيس رمضان، وتفتح محالها التجارية ومقاهيها أبوابها.
المدينة العتيقة التي تعاقبت عليها الحضارات، والتي تتمتع بتاريخ عريق، يعود تأسيسها إلى عام 698. ومنذ عام 1979، صنّفت من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة على لائحة التراث العالمي، بسبب الطراز المعماري القديم. وتضمّ هذه المدينة أعرق قصور ملوك تونس القدامى، وتحيط بها أبواب عديدة، مثل باب بنات وباب الفلة وباب جديد وغيرها من الأبواب التي كانت وما زالت تشكل مداخل للمدينة.
خلال شهر رمضان، تستيقظ هذه المدينة المتمركزة في قلب العاصمة التونسية، وتزدهر فيها الحركة بشكل كبير، خصوصاً وأن غالبية سكان العاصمة يفضلون قضاء أجواء رمضان الليلية في تلك الأزقة ومقاهيها. ويستبشر تجار المدينة العتيقة بحلول رمضان خيراً، إذ تزدهر حركة البيع والشراء علماً أنها تضم 40 سوقاً، من سوق العطارين لبيع العطور والأعشاب، إلى سوق النحاس، وسوق الصباغين حيث تصبغ الأقمشة والجلود، إضافة إلى سوق البركة المعروف ببيع الذهب والحلي، وغيرها من الأسواق التي تشهد حركة يومية خلال شهر الصيام، نظراً للإقبال الكبير عليها. وتنتعش التجارة في المنطقة طوال شهر رمضان لتبلغ ذروتها قبل أيام قليلة من قدوم عيد الفطر. ويكثر بيع الحلويات والذهب والملابس استعداداً للعيد أو المناسبات، لا سيما حفلات الأعراس أو حفلات الخطبة.
وتباع في المدينة القديمة منتوجات الصناعات التونسية التقليدية، وتزدهر خلال شهر رمضان تجارة مختلف أنواع الحلويات التقليدية التي يحب التونسيون تناولها خلال شهر الصيام، على غرار "المقروض" و"الزلابية" و"الحمصية" و"الصمصة" وغيرها من الحلويات التقليدية. ويختار بعض الشباب أزقة تلك المدينة لبيع بعض الحلويات على عربات صغيرة.
محمّد مسلمي (35 عاماً) يبيع اللوز والحليب وبعض الحلويات التونسية الأخرى التي تشهد إقبالاً كبيراً خلال شهر رمضان، خصوصاً في أوقات الليل. يجرّ عربته كلّ ليلة إلى أزقة تلك المدينة لبيع منتجاته إلى مئات الوافدين هناك، مشيراً إلى أنّ تجارته تزدهر كثيراً خلال شهر الصيام، خصوصاً أن كثيرين يتوافدون إلى المدينة عقب الإفطار.
وفي أزقّة لم تعتد السهر في غير شهر رمضان، يتوافد الناس فرادى وجماعات بعد الإفطار، ويجلسون في مقاهي المدينة، علماً أنه خلال هذا الشهر، تتحول الأزقة في هذا الشهر إلى مقاهٍ مؤقتة لاستقبال الزائرين الذين يبحثون عن كل ما هو تقليدي في المكان. وبعد ساعة فقط من الإفطار، يصبح العثور على طاولة في أحد تلك المقاهي مهمة صعبة.
وتحفل أشهر المقاهي في المدينة على غرار الحلفاوين والمرابط والشواشين المحاذية لجامع الزيتونة بزوارها الذين يفضلون السهر فيها. وتتزين بالفوانيس وينظّم أصحابها حفلات صغيرة بهدف جذب الزوار وتوفير جوّ يعشقه التونسيون خلال ليالي رمضان.
غالباً ما يكون أثاث غالبية المقاهي في شهر رمضان تقليدياً، ويختار أصحابها تقديم الشاي أو القهوة في أواني الفخار القديمة. كما يتجول فيها باعة المشموم والفل وهم يرتدون الزي التقليدي التونسي. كل شيء في المكان يوحي وكأنّك في القرن التاسع عشر. ويستمع الناس إلى أغنيات أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية.
اقــرأ أيضاً
عادة ما يستغلّ أصحاب المقاهي هذا الشهر، لرفع الأسعار، إذ يتضاعف سعر فنجان القهوة أو كأس الشاي مقارنة بالأيام العادية الأخرى. على الرغم من ذلك، تشهد إقبالاً كبيراً بعد الإفطار وحتى الدقائق الأخيرة قبل الفجر. وتقول رانيا (28 عاماً) إنّها "لا تزور المدينة العتيقة كثيراً في سائر الأيام، لكنّها تختار السهر فيها خلال ليالي رمضان. تحبّ أجواءها كثيراً، وكلّ ما يقدّم فيها أو يعرض. كما تحب مجالسة الأصحاب في ذلك المكان حيث ترتشف القهوة التي تعد على الفحم بطريقة تقليدية، أو تشرب الشاي الذي تشعر أنّ له مذاقاً مختلفاً عن الذي يقدّم في باقي المقاهي. كما تستمتع بالأغنيات التراثية وعروض الفرق الموسيقية وآلة العود".
ويقول كريم عبد القادر الذي يعمل نادلاً في أحد المقاهي إنّ "المدينة العتيقة تتغير بالفعل خلال شهر رمضان. غالبية العائلات تفضّل السهر في أجواء جديدة مغايرة لتلك التي تعيشها سائر الأيام وبعيداً عن الحياة الروتينية. كما أنّ غالبية الوافدين يرغبون في السهر في أجواء تقليدية، سواء من خلال ما يقدّم من مشروبات أو أطعمة في هذه المقاهي، أو تدخين النرجيلة، أو الاستماع إلى أغنيات طربية قديمة تونسية وعربية، "لذلك، فإنّ عملنا يزدهر فعلاً خلال هذا الشهر وبشكل كبير".
المدينة العتيقة التي تعاقبت عليها الحضارات، والتي تتمتع بتاريخ عريق، يعود تأسيسها إلى عام 698. ومنذ عام 1979، صنّفت من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة على لائحة التراث العالمي، بسبب الطراز المعماري القديم. وتضمّ هذه المدينة أعرق قصور ملوك تونس القدامى، وتحيط بها أبواب عديدة، مثل باب بنات وباب الفلة وباب جديد وغيرها من الأبواب التي كانت وما زالت تشكل مداخل للمدينة.
خلال شهر رمضان، تستيقظ هذه المدينة المتمركزة في قلب العاصمة التونسية، وتزدهر فيها الحركة بشكل كبير، خصوصاً وأن غالبية سكان العاصمة يفضلون قضاء أجواء رمضان الليلية في تلك الأزقة ومقاهيها. ويستبشر تجار المدينة العتيقة بحلول رمضان خيراً، إذ تزدهر حركة البيع والشراء علماً أنها تضم 40 سوقاً، من سوق العطارين لبيع العطور والأعشاب، إلى سوق النحاس، وسوق الصباغين حيث تصبغ الأقمشة والجلود، إضافة إلى سوق البركة المعروف ببيع الذهب والحلي، وغيرها من الأسواق التي تشهد حركة يومية خلال شهر الصيام، نظراً للإقبال الكبير عليها. وتنتعش التجارة في المنطقة طوال شهر رمضان لتبلغ ذروتها قبل أيام قليلة من قدوم عيد الفطر. ويكثر بيع الحلويات والذهب والملابس استعداداً للعيد أو المناسبات، لا سيما حفلات الأعراس أو حفلات الخطبة.
محمّد مسلمي (35 عاماً) يبيع اللوز والحليب وبعض الحلويات التونسية الأخرى التي تشهد إقبالاً كبيراً خلال شهر رمضان، خصوصاً في أوقات الليل. يجرّ عربته كلّ ليلة إلى أزقة تلك المدينة لبيع منتجاته إلى مئات الوافدين هناك، مشيراً إلى أنّ تجارته تزدهر كثيراً خلال شهر الصيام، خصوصاً أن كثيرين يتوافدون إلى المدينة عقب الإفطار.
وفي أزقّة لم تعتد السهر في غير شهر رمضان، يتوافد الناس فرادى وجماعات بعد الإفطار، ويجلسون في مقاهي المدينة، علماً أنه خلال هذا الشهر، تتحول الأزقة في هذا الشهر إلى مقاهٍ مؤقتة لاستقبال الزائرين الذين يبحثون عن كل ما هو تقليدي في المكان. وبعد ساعة فقط من الإفطار، يصبح العثور على طاولة في أحد تلك المقاهي مهمة صعبة.
وتحفل أشهر المقاهي في المدينة على غرار الحلفاوين والمرابط والشواشين المحاذية لجامع الزيتونة بزوارها الذين يفضلون السهر فيها. وتتزين بالفوانيس وينظّم أصحابها حفلات صغيرة بهدف جذب الزوار وتوفير جوّ يعشقه التونسيون خلال ليالي رمضان.
غالباً ما يكون أثاث غالبية المقاهي في شهر رمضان تقليدياً، ويختار أصحابها تقديم الشاي أو القهوة في أواني الفخار القديمة. كما يتجول فيها باعة المشموم والفل وهم يرتدون الزي التقليدي التونسي. كل شيء في المكان يوحي وكأنّك في القرن التاسع عشر. ويستمع الناس إلى أغنيات أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية.
ويقول كريم عبد القادر الذي يعمل نادلاً في أحد المقاهي إنّ "المدينة العتيقة تتغير بالفعل خلال شهر رمضان. غالبية العائلات تفضّل السهر في أجواء جديدة مغايرة لتلك التي تعيشها سائر الأيام وبعيداً عن الحياة الروتينية. كما أنّ غالبية الوافدين يرغبون في السهر في أجواء تقليدية، سواء من خلال ما يقدّم من مشروبات أو أطعمة في هذه المقاهي، أو تدخين النرجيلة، أو الاستماع إلى أغنيات طربية قديمة تونسية وعربية، "لذلك، فإنّ عملنا يزدهر فعلاً خلال هذا الشهر وبشكل كبير".
المساهمون
المزيد في مجتمع