تونس: السبسي الابن يدعو لنظام رئاسي وسياسيون ينددون

07 مارس 2017
تسريب كلام السبسي من اجتماع حزبي مغلق(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
نشر موقع "الشارع المغاربي"، أمس الإثنين، تسجيلاً صوتياً مسرباً منسوباً لحافظ قائد السبسي، القيادي بحزب "نداء تونس" ونجل رئيس الجمهورية، يدعو فيه للتفكير في تغيير النظام من برلماني إلى رئاسي، مبررا الأمر بأن "النظام البرلماني قد يمكن حزب الرئيس السابق، محمد منصف المرزوقي، من العودة إلى الرئاسة، وحركة "النهضة" من السيطرة على مجلس النواب".

وورد في هذا التسجيل، والذي انتشر اليوم الثلاثاء على نطاق واسع، قول حافظ قايد السبسي: "عندما نصبنا الشاهد كرئيس للحكومة كان هدفنا أن يتعامل معنا وليس أن يعطينا ظهره"، مبديا ندمه من التدخل لإبعاد رئيس الحكومة السابق، الحبيب الصيد.

وإثر انتشار هذا التسريب، كتب حافظ السبسي تدوينة على صفحته في "الفيسبوك" ذكر فيها أن "الخطير في موضوع التسريبات لاجتماع المكتب السياسي لـ"النداء" ليس المضمون أو المواقف التي تداولت حتى تحديد الموقف النهائي للحركة، وإنما الخطير هو التجسس على حرمة اجتماع مغلق ونشر التسجيل لاستهداف الحزب ولتشويه بعض القيادات، لزرع الفتنة والبلبلة لدى الرأي العام"


وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال النائب عن "كتلة الحرة" المستقيل من حزب "نداء تونس"، سهيّل العلويني، إنه "رغم اختلافه مع حافظ السبسي، إلا أن تسريب ما حدث في اجتماع "نداء تونس" يعتبر سقوطا أخلاقيا مدويا"، معتبرا أن "السياسة أخلاق أولا والمجالس أمانات"، داعيا الطبقة السياسية في تونس إلى "الخروج من الرداءة والرجوع إلى الأخلاق". 

ورفض العلويني التعليق على مضمون التسريب، موضحا أن "التعليق عليه أيضا غير أخلاقي، لأن ما بني على باطل يعتبر باطلا"

في المقابل، علق القيادي بـ"الجبهة الشعبية" اليسارية، زياد الأخضر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على مسألة إقالة الصيد، مذكّرا أنهم اعتبروا منذ البداية أن "هذا الإقصاء لا علاقة له بالتقييم الموضوعي، بقدر علاقته بالمصالح الحزبية والعائلية الضيقة"، مضيفا أن "تعيين الشاهد نفسه لا علاقة له بالكفاءة، بل هدف إلى تحويل قصر قرطاج، أي رئاسة الجمهورية، مركز الثقل في الحكم".

وبخصوص ما قاله حافظ السبسي في سعيه لتغيير نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، قال لخضر إن "تغيير الدستور سابق لأوانه ما دام الحبر الذي كتب به لم يجف"، معتبرا أن "التغيير لا يمكن أن يحدث بدون تقييم موضوعي"

وسجل المتحدث ذاته أنهم لم يلاحظوا أي اختلالات حقيقية في الدستور التونسي تستدعي تعديله، قائلا إن "مثل هذه الممارسات تعيدنا إلى ما قبل 14 يناير، عندما كانت العائلة الحاكمة تعدّل الدستور حسب مصالحها ورغباتها".


وندد زياد لخضر بـ"التدخل السافر لنجل رئيس الجمهورية في تغيير وتعيين المسؤولين الكبار في الدولة"، منتقدا موقف بعضهم من "تدخل نقابات الشغل في تغيير وزير التربية"، معتبرا أن "اتحاد الشغل شرعيته أكبر من شرعية حافظ السبسي في محاولة تغيير من لا تراه صالحا".

من جهته، عبّر القيادي السابق بحزب "الوطني الحر"، محسن حسن، عن سخطه مما اعتبره "عيبا وعارا على قيادي في حزب سياسي يحكم في البلاد تسريب تسجيل لمداولات اجتماع داخلي"، معتبراً إياها "عملية غير أخلاقية تزيد من كره التونسيين للسياسيين"، بحسب تعبيره.

وتضمن التسجيل انتقادات كبيرة لرئيس الحكومة، يوسف الشاهد، ومستشاريه، وقال حافظ قائد السبسي: "ماذا تريدون مني أن أفعل؟ سي الشاهد لديه أشخاص آخرون بيدهم الحل والربط.. تذكروا جيدا أني أعلمته في أكثر من مرة أنه من الضروري أن يغادر إياد الدهماني رئاسة الحكومة، كما أعلمته بأنه ليس من حقه أن يعيّن مستشارين لا نعرفهم، ومنهم من أتى من إنكلترا ولا يعرف أبدا تونس".

وأشار السبسي الابن إلى "وجود أطراف تؤثر على الشاهد وتعمل على تفكيك حزب "نداء تونس""، بحسب تعبيره.

وينتظر أن يثير هذا التسريب جدلاً كبيراً في تونس، كما ينتظر أن تكون تداعياته كبيرة أيضاً على العلاقات مع رئيس الحكومة، الموجود في الجنوب التونسي.





المساهمون