الأئمة الخطباء وإطارات المساجد المعزولين نظموا، اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الشؤون الدينية، مطالبين الحكومة بالتدخل لعزل وزير الشؤون الدينية من مهامه، بسبب قراراته اللامسؤولة والظالمة بحسب قولهم.
وتأتي هذه الوقفة بعد المظاهرة الحاشدة التي احتضنتها مدينة صفاقس السبت الماضي على خلفية إعفاء الإمام رضا الجوادي من مسجد اللخمي في صفاقس.
المظاهرة سبقتها الجمعة احتجاجات كبيرة من المصلين الذين رفضوا أداء صلاة وراء الإمام الجديد، وتحول المسجد إلى فضاء للاحتجاج والمطالبة بإقالة الوزير.
وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ أكد اليوم في تصريحات صحافية من مدينة توزر في الجنوب التونسي أنه لن يتراجع عن قرار عزل الإمام رضا الجوادي وغيره، مؤكداً أنه ثبت للوزارة قيامهم بعمليات تحريض بالمسجد ومنعهم الناس من أداء صلاة الجمعة، مضيفاً أن الاحتجاج على قرارات الوزارات لا يتم بتجييش الشارع وإنما باللجوء إلى القضاء.
وشدّد الوزير على أن ما قام به الإمام المعزول رضا الجوادي يُعتبر تطرفاً، مهدداً بإحالة الأمر إلى الأمن إذا تكرر ما حدث يوم الجمعة الماضي.
غير أن اللافت في تصريح الوزير هو إشارته إلى ما سماه "دعم أحد الأحزاب السياسية للإمام المعزول، في حين أن الدولة وفرت كل الظروف الملائمة للأئمة للحديث بحرية في الدين وليس في مسائل أخرى خارجة عنه".
ولأول مرة يوجه بطيخ اتهامه إلى حركة النهضة التي شنَّت قياداتها في الأسابيع الأخيرة حملة على الوزير بسبب عزله مجموعة من الأئمة الذين نفت عنهم تهم التطرّف التي تحدث عنها الوزير، وعلى الرغم من أن النهضة لم تطالب بإقالة الوزير فإن هذه الحلقة من المواجهة بينهما قد تكون حاسمة.
وسبق أن قال مسؤولون في رئاسة الحكومة إن ملف الأئمة المعزولين قد أغلق بعدما تمت إعادة الجوادي، غير أن الوزير تمسك بقراره لتعود المواجهة من جديد، وبشكل أقوى.
اقرأ أيضاً: إعفاء وزير العدل التونسي من مهامه