ويأتي الإضراب إثر تواصل غلق المعبر الحدودي رأس جدير، والتضييق على التجار الذين يعتبرون المعبر مصدر رزقهم الوحيد.
وأكّد الكاتب العام المحلي للاتحاد العام التونسي للشغل، محسن لشهيب، لـ"العربي الجديد"، أنّه تقرر تنفيذ إضراب عام غداً الأربعاء، موضحاً أن الإضراب سيشمل كافة المؤسسات العمومية، والخاصة، باستثناء قسم الاستعجالي بالمستشفى المحلي في بنقردان، والصيدليات، ومراكز الامتحانات.
وقال لشهيب، إنّه سبق التنبيه على السلطات التونسية، وتحذيرها من عواقب ارتفاع منسوب الاحتقان في الجهة، ولكن للأسف لا يوجد أي تجاوب مع مطالب السكان، ولا أي محاولات لحل المشاكل العالقة.
وأضاف أن ما أجّج الوضع هو غلق معبر رأس جدير من الجانب الليبي، موضحاً أن الجانب الليبي تعلل بسوء معاملة ليبيين في تونس، الأمر الذي اعتبره الكاتب العام المحلي للاتحاد الجهوي للشغل غير صحيح، لأن الليبيين كانوا مصرين على غلق المعبر.
وأشار إلى أن السلطات العسكرية التونسية منعت سيارات محملة بالبنزين المهرب من دخول بنقدران، الأمر الذي ساهم في تأجيج الوضع أكثر.
وقال الناشط السياسي، والمدني، نزار بوعبيد، من بنقردان، لـ"العربي الجديد" أن الوضع هناك متأزم للغاية، مبيناً أن بنقردان بصدد دفع ثمن التقارب السياسي بين تونس، والحكومة الليبية برئاسة فائز السراج.
وأضاف بوعبيد أنّه بعد الإعلان عن الإضراب العام فإن هناك مخاوف من الدخول في عصيان مدني، معتبراً أنه سيحصل غداً شلل تام في القباضات المالية وفي مراكز البريد وفي البنوك.
وأوضح أن أهالي منطقة الزوارية الليبية (الموالية لفجر ليبيا) والمتحكمة حالياً في معبر رأس جدير، عاقبوا أهالي بنقردان وأغلقوا المعبر بسبب زيارة رئيس الحكومة الحبيب الصيد إلى طرابلس.
وأشار إلى أنّ غالبية نشاطات أهالي الجهة متأتية من التجارة، وأنه لا توجد مصانع لتستوعب المعطلين عن العمل ولا تنمية، فالبنية التحتية سيئة، والأنشطة منعدمة، معتبراً أن أهالي بنقردان يعانون منذ الثورة بسب تراجع تجارتهم وتقهقر مصدر رزقهم.
ولفت أيضاً إلى أن المسؤولين الحاليين لا يستمعون إلى أهالي بنقردان رغم الاعتصامات المتتالية، كما أن النواب الذين تم انتخابهم لم يقوموا بأي خطوات إيجابية لفائدة الشباب، الأمر الذي جعل الوضع يتأزم.