تونس: إصابات التهاب الكبد الفيروسي تتزايد بسبب المياه الملوثة

23 مايو 2020
أكثر المعرّضين للإصابة هم الأطفال واليافعون (متين أكتاش/الأناضول)
+ الخط -
دعت مصالح وزارة الصحة التونسية إلى ضرورة الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي، بعد تجاوز الإصابات به 50 حالة في صفوف الأطفال والشباب. وشدّدت الوزارة على ضرورة تنظيف الغلال والخضار وتفادي المياه الملوثة.

وأكّد الدكتور، يحيى حمدي، مدير إدارة الصحة الوقائية في الإدارة الجهوية للصحة، في محافظة قابس، جنوب شرق البلاد، ارتفاع عدد المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي صنف "أ"، بالجهة إلى 54 مصاباً، وذلك إثر تسجيل إصابتين جديدتين في منطقة "شنني"، من معتمدية قابس الغربية، وفق ما أعلنه في تصريحات صحافية.

وتراوح أعمار المصابين بمرض "البوصفير"، كما يسمّيه التونسيون، بين 4 و31 عاماً، فيما لُقِّح 64 شخصاً من المخالطين للمصابين، لتفادي انتشار المرض.
وحذّرت وزارة الصحة في بلاغ لها، "من المخاطر الصحية المرتبطة بالمياه والمواد الغذائية، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة، بحلول فصل الصيف". وأكّدت أنّ مصالحها المختصّة المتوزّعة على كامل تراب الجمهورية، قد سجّلت في بعض الجهات حالات إصابة بالتهاب الكبد الفيروسي صنف "أ"، إلى جانب تسجيل إصابات بالحمّى التيفية (حيث جرى التكفل بالمصابين والإحاطة بهم طبياً).
وفسّرت الوزارة ذلك "بإخلالات صحيّة وبيئية، تتمثّل خصوصاً بالتصريف العشوائي للمياه المستعملة، إضافة إلى لجوء السكّان إلى استهلاك مياه الشرب، من مصادر غير آمنة، وخاصة مياه التحلية التي تُباع للعموم بصفة عشوائية".
ودعت وزارة الصحة المواطنين ومصالحها الصحية المختصّة مركزياً وجهوياً، للتنسيق مع باقي المتدخلين لاتخاذ الإجراءات الضرورية، لمنع بيع مياه الشرب للعموم، بصفة عشوائية، والتاكّد من مدى سلامة المواد الغذائية المعروضة، بما في ذلك الخضروات والغلال، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لتتبّع المخالفين طبقاً للقوانين والتراتيب الجاري العمل بها، وذلك تفادياً لكلّ المخاطر الصحية.


وأكّدت وزارة الصحة، في البلاغ نفسه، "ضرورة تنظيف الخضار وتطهيرها جيّداً، وتطهير أواني الطهو وأدوات ولوحات القصّ، وأماكن إعداد الطعام بمحلول الجافال والطبخ الجيّد للطعام، والغسل المستمرّ لليدين بالماء والصابون، قبل الأكل وبعده وعند الخروج من دورة المياه. والعناية بالنظافة الشخصية، مع الحرص على التصريف الصحي للمياه المستعملة والفضلات المنزلية".

وشهدت معدلات الإصابة السنوية بالتهاب الكبد الفيروسي صنف "أ"، في تونس، ارتفاعاً متزايداً خلال السنوات الأخيرة، حيث كانت في حدود 1.7 لكل 100 ألف مواطن، سنة 2011، لتبلغ قرابة 8 إصابات لكل 100 ألف، سنة 2018، وذلك رغم تحسّن الوضع الوبائي في تونس بالنسبة إلى العديد من الأمراض.
وأكّد الدكتور سهيل العلويني، مستشار مكتب تونس لمنظمة الصحة العالمية، والرئيس السابق للجنة الصحة البرلمانية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ تونس قطعت شوطاً مهماً في مكافحة فيروس التهاب الكبد، بمختلف أصنافه، "أ" و"ب" و"ج"... غير أنّ تراجع غياب الوقاية، وشروط النظافة والعدوى، يزيد من فرص تعرّض الأطفال واليافعين لهذا المرض، خاصة في المحافظات الداخلية، التي تشكو من نقص واضح في التزود بالماء الصالح للشرب، على غرار القيروان ومحافظات جنوب غرب البلاد وجنوب شرقها.
وأضاف أنّ تونس تقرّ إجباريّة التلقيح ضد مرض التهاب الكبد الفيروسي "أ"، لجميع الأطفال في السنوات الأولى من التعليم الأساسي، ببلوغهم السنّ السادسة من العمر، فيما توفّر السلطات أكثر من 200 ألف جرعة سنوياً من اللّقاح للمدارس، بحسب المعطيات الرسمية.
ولفت إلى تسجيل وفيات، خلال السنوات الأخيرة، بهذا المرض، لتزامنه مع أمراض أخرى، منها الضعف ونقص المناعة لدى المصابين، ومع ذلك يُعدّ هذا المرض أقل خطورة من أصناف أخرى من الفيروس. لكن تبقى الوقاية لمكافحته، أمراً ضرورياً، تبدأ داخل العائلة لتمتدّ إلى السلطات المحلية.
وشدّد على أنّ المياه أو الخضار والغلال الملوثة، كما انتقال العدوى من شخص إلى آخر، هي أهم أسباب الإصابة بهذا المرض، الذي يجري الشفاء منه غالباً باتباع التعليمات الصحية.
وعادة ما يشعر المصابون بالإرهاق والغثيان وآلام في الجانب الأيمن، أسفل الضلوع، بالقرب من الكبد، إلى جانب أعراض أخرى مختلفة كالحمى وآلام المفاصل، وتغيّر لون الإفرازات البشرية وأحياناً حكّة في الجسم.

دلالات
المساهمون