تونس:جدل حول التعايش مع فيروس كورونا

11 اغسطس 2020
تزايدت أعداد الإصابات بفيروس كورونا في تونس (الأناضول)
+ الخط -

تتباين التقييمات العلمية بشأن التعامل المستقبلي مع فيروس كورونا في تونس بعد تصاعد الإصابات، وتوقع زيادة انتشار العدوى في فصل الخريف، إذ ترفع السلطات الصحية درجة التأهب، في حين يطالب أطباء بالتعايش مع الفيروس، مع مواصلة الالتزام بتدابير الوقاية دون العودة إلى الغلق أو الحجر الصحي مجددا.

ويرى أطباء تونسيون أن الفيروس فقد الكثير من شراسته، متوقعين أن يتحوّل إلى فيروس عادي مثل كثير من الفيروسات المنتشرة، ما يعني الحد من حالة الهلع القائمة، والعودة إلى النشاط الاقتصادي، مع الاكتفاء بالوقاية منه مثل سائر الأمراض. وقال رئيس قسم الطوارئ، سمير عبد المؤمن، إن "تونس ليست أمام موجة ثانية من "كوفيد-19"، غير أن تصاعد العدوى مرده إلى تكاثر الفيروس بسبب احتفاظه بقدرته على التكاثر، لكن الفيروس فقد الكثير من شراسته بتأكيد دولي".

وأوضح عبد المؤمن لـ"العربي الجديد"، أن "ورود أكثر من 2500 تحليل سالب لموظفين في مطار تونس قرطاج الدولي، رغم تسجيل أكثر من 26 إصابة هناك، دليل على تراجع قدرة الفيروس على الانتقال السريع بين الأشخاص. العدوى سببها الرئيسي هو التراخي في تدابير الوقاية، وعدم احترام التباعد الجسدي، وعدم الامتثال للإجراءات والبروتوكولات الصحية. الغلق والعودة إلى الحجر باتا مرهقَين للأشخاص والمجموعة الوطنية، والأنسب هو احترام إجراءات الوقاية، وارتداء الكمامات، وتنظيف الأيدي، والتعايش مع الفيروس دون هلع".

في المقابل، أعلنت الحكومة التونسية، الثلاثاء، إعادة تصنيف دول أوروبية من بينها فرنسا وبلجيكا، ضمن البلدان متوسطة الخطر، مع فرض إجبارية التحاليل المخبرية على القادمين منها، بعد أن كانت تصنفهم سابقا ضمن قائمة البلدان الآمنة، كما قررت الحكومة فرض ارتداء الكمامات في المطارات، ومحطات القطارات في العاصمة تونس، وميناء حلق الوادي، والمستشفيات الحكومية والمصحات الخاصة، وكذا الفضاءات التجارية الكبرى، إلى جانب منع "النرجيلة" في الفضاءات المغلقة، وتكثيف حملات المراقبة في الفضاءات الترفيهية المغلقة.

وقال عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، الحبيب غديرة، إنه على التونسيين الاستعداد للتعايش طويل الأمد مع "كوفيد-19"، معتبرا أن تجاوز عدد الحالات المحلية نظيراتها الوافدة يرجح إمكانية تسجيل موجة إصابات جديدة. وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "رطوبة الخريف توفر أرضية ملائمة لتفشي الفيروس، على غرار كل الفيروسات التنفسية، وينبغي تسخير كل الوسائل الوقائية والعلاجية لتخطي هذه المرحلة، بما في ذلك التلقيح المبكر ضد النزلة الوافدة، ولا سيما للأشخاص الذين يشكون ضعفا في المناعة".

وأضاف أنه "تم وضع كل الآليات لعدم العودة إلى الحجر الصحي الشامل، أو إغلاق الحدود، فالحجر الشامل فرض على سائر دول العالم التي فاجأها الوباء دون أن تكون لديها القدرة على مجابهته، أو الوقت الكافي للاستعداد له، وهي عوامل انتفت حاليا".

المساهمون