تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية"، في بيان له، اليوم الخميس، العملية الإرهابية في بنقردان، التابعة لولاية مدنين (جنوب تونس)، حيث كان يسعى إلى إعلان إمارة إسلامية، في ظل ارتفاع عدد قتلى التنظيم.
ورغم الهجوم الفاشل، حيث تم القضاء على 46 مسلحا، وفق بلاغ مشترك لوزارتي الداخلية والدفاع الوطني التونسيتين، فإن "داعش" واصل سياسة التهديد والوعيد، إذ نشرت "مؤسسة البتار"، الذراع الإعلامية للتنظيم، بيانين أكد فيهما أن الحرب بدأت لتوها، محرضا على "الجهاد" ضد من يعتبرهم "طواغيت تونس".
وفي هذا السياق، قالت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، بدرة قعلول، لـ"العربي الجديد"، إنّ التبني لا يهم، سواء كان "القاعدة" أو "داعش"، لأن الإرهاب واحد، مبينة أنّ "تنظيم الدولة" يبحث دائما عن التضخيم لأنه يمارس "حربا نفسية".
وأوضحت قعلول أنّ "سياسة التهديد لا ولن تنهي، فتونس في حرب. صحيح أنها ربحت شوطا، ولكن الحرب لم تنته"، موضحة أن ""داعش" ومهما كانت خسائرها فهي تسعى دائما إلى زرع الفوضى، وتشتيت جهود الأمن والجيش، وهو ما يظهر في العراق وسورية، ففي كل مرة تحاول فتح قنوات جديدة لها".
اقرأ أيضا: أحداث بنقردان والأبعاد الليبية: تغيير الموقف التونسي مستبعَد
وأشارت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية إلى أنّ هذه الجماعات لا تعترف بالخسارة أو بالفشل، "فبالنسبة لها هي قتلت 12 أمنيا وعسكريا، وترى أنها حققت حصيلة". وأضافت "كنا نأمل فعلا لو كان هناك صفر من الضحايا من الأمن والجيش والمدنيين، لنتحدث حينها عن انتصار حقيقي. صحيح أن رد الفعل كان سريعا، ولكن يجب أن نكون واقعيين، فالحرب لم تنته".
ولا تزال العمليات الأمنية والعسكرية في بنقردان متواصلة، وتجددت أمس المواجهات بين العناصر المسلحة الفارة والقوات الأمنية، مما أسفر عن مقتل عسكري، وإصابة مواطن.
وقد سلم مسلحان نفسيهما، أمس الأربعاء، للقوات العسكرية في منطقة "شارب الراجل" ببنقردان، بعد أن طلب منهما الاستسلام عن طريق مكبرات الصوت. وشاركت طائرات حربية في عملية وادي فسّي الذي اندلعت فيه المواجهات.
وجرى أمس، كذلك، القضاء على عنصر مسلح آخر بمنطقة العامرية ببنقردان، بعد أن تحصن بأحد المنازل بالجهة.
وجاء في بلاغ مشترك للداخلية والدفاع أن حصيلة الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم، منذ 8 مارس/آذار، ارتفعت إلى 10 قتلى، فيما بلغ العدد الإجمالي للذين قتلوا، منذ بداية العملية الأمنية والعسكرية، التي انطلقت فجر يوم 7 مارس الجاري، 46 إرهابيا، بالإضافة إلى العثور على مخزن رابع للأسلحة ببنقردان.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد شوكات، قد صرح، في أعقاب مجلس وزاري التأم بقصر الحكومة بالقصبة، تحت إشراف رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، بأن أغلب المسلحين الذين نفذوا هجومهم في مدينة بنقردان تونسيون، وأن البعض منهم تسلل من ليبيا المجاورة.
اقرأ أيضا: "داعش" يحرض لاستهداف حركة "النهضة" انتقاماً لخسائر بنقردان