توكل كرمان لـ "العربي الجديد": السلمية ستنتصر على الانقلابات

01 ديسمبر 2016
ضرورة وقف الإرهاب المزدوج (العربي الجديد)
+ الخط -

وصفت اليمنية الحائزة جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، واقع اللاجئين السوريين بأنه "كارثة إنسانية بكل المقاييس"، داعية "الضمير الإنساني للاستيقاظ والتحرك لإيقاف الحرب".

وقالت بعد زيارتها، أمس الأربعاء، مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، ضمن مبادرة "نساء نوبل" الهادفة لتسليط الضوء على معاناة الشعب السوري: "ما شاهدته في الزعتري مأساة وكارثة إنسانية (..) رسالتنا التي نحملها للمجتمع الدولي أن يوقف الحرب وهي الرسالة التي نحملها بإصرار أكبر بعد زيارة الزعتري".

وشدّدت كرمان، في حديث خاص مع "العربي الجديد"، على ضرورة "وقف الإرهاب المزدوج الذي يتعرض له الشعب السوري"، وبينت أن هذا "الشعب ضحية لإرهاب نظام الأسد من جهة، ولإرهاب الجماعات المسلحة على غرار تنظيم (داعش) وغيره"، مؤكدة أنه "لا يمكن أن تتوقف الكارثة ما لم يتوقف نظام الأسد عن إجرامه وسفكه اليومي للدماء، وما لم يتوقف المجتمع الدولي عن صمته المخزي على تلك الجرائم".

وبالقدر الذي تطالب فيه المجتمع الدولي بتوفير حياة لائقة للاجئين السوريين حتى تتحقق لهم العودة إلى بلادهم، ناشدت المجتمع الدولي بوقف أزمة اللاجئين من خلال إيقاف أسبابها المتمثلة باستمرار نظام بشار الأسد.

كرمان، التي برزت قيادية خلال الاحتجاجات اليمنية المطالبة بإسقاط الرئيس، علي عبد لله صالح، التي اندلعت في العام 2011، رفضت بشدة أن تحمل الشعوب المسؤولية عن الفوضى والدمار التي لحقت بالدول العربية التي دخلتها موجة الانتفاضات. 


وقالت "لا يمكن أن نحمل ثورات الربيع العربي مسؤولية الفوضى والحروب التي نشهدها اليوم في دول الربيع العربي، مسؤولية ذلك تقع على أنظمة الاستبداد التي واجهت الثورات السلمية بالعنف والتآمر والخراب واللاإنسانية".

وتابعت "جميع الثورات في العالم جاءت نتيجة لحاجة ملحّة من الشعب نحو الحرية والكرامة وضد دولة الفساد والاستبداد والمحسوبية (..) لا يمكن أن نلوم الشعب لماذا ثار وغضب".

وأكملت "الظروف الصعبة التي تعيشها دول الربيع العربي نتيجة الثورات المضادة والانقلابات العسكرية، وسيل الدماء، جعلتني أكثر تمسكاً بموقفي من الثورات، ولو عاد الزمن لعدت للثورة وشجعت عليها في الدول العربية".

وأردفت "ما يحصل اليوم يجعلنا أكثر إيماناً بأن ما قمنا به صحيح أمام هذه الأنظمة الفاسدة والمستبدة والمتوحشة، ما يحدث مجرد سطر في مرحلة مهمة في تاريخنا النضالي الكبير، ندفع ثمن الحرية والكرامة، ثمن رغبتنا في الديمقراطية والرفاه الاجتماعي"، معبرة عن قناعتها المطلقة بأن الثورات المضادة والانقلابات العسكرية في طريقها للانكسار، وأن نظام الأسد لن يستمر.

وتقف كرمان موقفاً معارضاً للجوء الشعوب للعنف لتحقيق أحلامها، قائلة: "السلمية هي الحل الأنجح، وهي الطريقة الأكثر إنجازا للتغيير، بالسلمية أسقطنا علي عبد الله صالح ومبارك وبن علي، والسلمية هي التي جردت الأسد من شرعيته ومشروعيته (..) طالما آمنت الشعوب بالسلمية فإنها ستنتصر في مواجهة العنف الممارس من قبل الأنظمة المستبدة"، لكن دعوتها للالتزام بالسلمية لا تتعارض مع إرادة الشعوب في الدفاع عن نفسها، "السلمية خيار نلتزم به لكن في نفس الوقت لا نستنكر ما أقدم عليه الذين اضطروا للدفاع عن مدنهم وقراهم وأعراضهم في مواجهة النظام".