توقعات ضئيلة بحدوث اختراق في جدول أعمال اللجنة الدستورية السورية

22 اغسطس 2020
المعارضة السورية تعبر عن استعدادها لمناقشة أيّ من أجزاء ومبادئ الدستور (فرانس برس)
+ الخط -

وصل وفد المعارضة السورية إلى جنيف للمشاركة في اجتماعات اللجنة الدستورية التي تبدأ الاثنين، وسط توقعات ضئيلة بتحقيق اختراق في جدول أعمالها، خاصة بعد تصريحات المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، الذي دعا إلى عدم توقع حصول معجزة في هذه الجولة، فيما يزور المبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري تركيا وجنيف، اعتباراً من غد الأحد، لبحث التطورات في الملف السوري.  

وقالت عضو اللجنة الدستورية في المعارضة السورية ديما موسى إنّ أجندة اجتماع اللجنة الدستورية حُددت بناء على "ولاية اللجنة والمعايير المرجعية والعناصر الأساسية للائحة الداخلية للجنة الدستورية، ومناقشة الأسس والمبادئ الوطنية"، مؤكّدةً استعداد المعارضة لهذه المناقشات.

وأضافت موسى، التي هي عضو القائمة المصغّرة في اللجنة عن المعارضة السورية، في تصريح لموقع "تلفزيون سوريا" عقبَ وصول أعضاء الوفد إلى جنيف في سويسرا، أمس الجمعة، "بدأنا العمل، منذ تشكيل اللجنة الدستورية وضمن هيئة التفاوض، على التحضير للعملية الدستورية بوضعِ مقترحات لمواد ومضامين دستورية تلبّي تطلّعات الشعب السوري".

وأكدت جاهزية المعارضة لـ"الانخراط في مناقشة أيٍّ من أجزاء وأبواب ومبادئ الدستور ضمن ولاية اللجنة الدستورية وفّقَ القرار الذي انطلقت على أساسه أعمالها". ورأت موسى أنّ المهم هو "الجدية في الانخراط بأعمال اللجنة الدستورية خلال فترة انعقادها، وهذا لم نرَه في الجولة الماضية".

من جهته، قال الرئيس المشترك للجنة الدستورية عن المعارضة السورية هادي البحرة، عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، إنه نتيجة لجهود المبعوث الخاص "تم التوصل إلى توافق بخصوص جدول أعمال الجلسة القادمة للجنة الدستورية السورية وهو مناقشة الأسس والمبادئ الوطنية".

وأوضح البحرة أنّ "هيئة التفاوض تطالب الأمم المتحدة وكافة الأطراف الدولية والإقليمية بضرورة إعادة تفعيل المسار التفاوضي بأسرع وقت في جنيف"، مشيراً إلى أنّ "الرسالة الدولية باتت واضحة: لا تخفيفَ للعقوبات إلى أنْ تتحرّك العملية السياسية بإنجازات غير قابلةٍ للانعكاس، وأهمها: تحقيقُ وقفِ إطلاق نارٍ دائمٍ وشامل، وإطلاق سراح المعتقلين ومعرفة مصير المغيّبين قسريًا".

وكان المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون قد دعا إلى عدم توقع "معجزة" أو "نقطة تحول" في الجولة الثالثة من مفاوضات اللجنة الدستورية السورية، التي تنطلق، الاثنين، في جنيف.

وقال، في مؤتمر صحافي عقده أمس الجمعة، في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، إنّ مباحثات اللجنة الدستورية "عملية طويلة وشاقة"، معتبراً أن مفاوضات اللجنة "لن تشكل حلاً لإنهاء الحرب السورية"، لكنه أضاف "إذا تم التعامل مع مفاوضات اللجنة بشكل صحيح، فقد يفتح ذلك الباب أمام عملية سياسية أوسع ويساعد ببناء الثقة".

وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، أعرب بيدرسون عن ثقته بنجاح الطرفين؛ المعارضة والنظام، في تحقيق تقدم خلال هذه الجولة، مشيراً إلى عدم اعتراضه على عقد لقاءات ثنائية في حال طلب الجانبان ذلك.

وتضطلع اللجنة بمهمة إعادة صياغة الدستور السوري، وهي هيئة مكونة من 150 عضواً مقسمين بالتساوي بين المعارضة والنظام ومنظمات المجتمع المدني.

وسيكون هذا أول اجتماع للجنة الدستورية منذ انعقادها الأخير في جنيف من 25 إلى 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، إذ لم يتمكن المشاركون من الاتفاق على جدول أعمال للاجتماع.

ويترأس وفد المعارضة الرئيس الأسبق لائتلاف قوى الثورة والمعارضة هادي البحرة، وعن النظام السوري الحقوقي أحمد الكزبري.

إلى ذلك، أعلنت الخارجية الأميركية أنّ المبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري، سوف يزور تركيا وسويسرا بين 22 و28 أغسطس/ آب الجاري، لبحث ملف سورية والتطورات الراهنة في المنطقة، تزامناً مع عقد اللجنة الدستورية السورية جولة جديدة.

وأوضحت الخارجية في بيان، الجمعة، أنّ نائب مساعد وزير الخارجية، جويل رايبورن، سيكون ضمن الوفد المرافق لجيفري في الزيارة، مشيرة إلى أن جيفري سيلتقي القادة الأتراك في أنقرة، وسيبحث معهم قضايا مكافحة تنظيم "داعش" وملف سورية، والتعاون الثنائي في المنطقة.

ولفت البيان إلى أن الجانبين سيناقشان أيضاً تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، المتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سورية.

وأضاف أنّ جيفري سيلتقي المعارضة السورية وممثلي المجتمع المدني في إسطنبول، ويبحث معهم آخر التطورات في سورية، وسياسة الضغط الاقتصادي والسياسي التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد نظام بشار الأسد.

وخلال زيارته إلى سويسرا، سيلتقي جيفري المبعوث الأممي غير بيدرسون، والقادة المشاركين في الجولة الثالثة من مفاوضات اللجنة الدستورية السورية.

المساهمون