توجيه انتقادات لتوظيف رئيس الوزراء العراقي إعلاميين وناشطين في مكتبه

24 يونيو 2020
الكاظمي اشتغل سابقاً صحافياً (الأناضول)
+ الخط -
لليوم الثاني على التوالي، يتواصل الجدل السياسي في العراق بشأن استقطاب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، عددا من الإعلاميين والناشطين ضمن فريق مكتبه الحكومي، إذ تباينت ردود الفعل بين رافضين بسبب ما اعتبروه عدم امتلاكهم مؤهلات، وآخرين اعتبروها محاولة تجديد للوجوه القديمة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء ومكتب رئيس الوزراء، بأخرى شبابية. 

وخلال الأيام الماضية، وظّف الكاظمي عددا من الإعلاميين والناشطين، بينهم مقدمو برامج حوارية على محطات تلفزيونية محلية كمستشارين أو أعضاء في فريقه الحكومي الخاص، كان من أبرزهم تسمية مقدم برنامج حواري سياسي يبث من محطة تلفزيون محلية متحدثا باسم الحكومة، وهو الإعلامي العراقي أحمد الملا طلال.

 واليوم الأربعاء، اعتبر سياسيون خطوات الكاظمي بأنها استقدام لزملاء المهنة السابقين، في إشارة إلى عمل الكاظمي السابق بعد الغزو الأميركي للعراق كصحافي وكاتب مقالات في مواقع وصحف محلية، أبرزها رئيس تحرير مجلة "الأسبوعية"، فضلا عن عمله في موقع "المونيتر" كصحافي مهتم بقضايا السلم الاجتماعي في العراق.

وأكد مسؤول في رئاسة الوزراء العراقية، تحدّث عبر الهاتف مع "العربي الجديد"، أن عدد من استقطبهم الكاظمي من الإعلاميين والصحافيين والناشطين في مكتبه، تحت عناوين مختلفة، بلغ أكثر من 10 أسماء حتى الآن، بعضهم جرى تعيينه بشكل غير معلن، وفسر ذلك برغبة الصحافيين أنفسهم في عدم الكشف عن ذلك حرصا على مستقبلهم المهني، كونهم عُرفوا سابقا كمنتقدين للسلطة، مؤكدا أن "التوجه العام لدى حكومة الكاظمي هو استبدال مفاصل كثيرة في مكتب رئيس الحكومة والأمانة العامة لمجلس الوزراء، عبر نقل السابقين إلى وزارات ودوائر مختلفة، واستقدام آخرين يقوم هو بتسميتهم".

سعد المطلبي، القيادي في ائتلاف "دولة القانون"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، قال إنه "لا يمكن للشخصيات الصحافية إيجاد حلول للأزمات"، في إشارة إلى الطاقم المساعد للكاظمي، مضيفا أن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اعتمد على جلب عدد من الصحافيين والإعلاميين والناشطين والمدونين لفريقه، بهدف كسب تلك الأصوات لصالحه، ولتجنب جعل تلك الأصوات العالية معارضة له ولحكومته". واتهم المطلبي الكاظمي بأنه "يسعى إلى جعل عدد من الصحافيين والإعلاميين والناشطين والمدونين مدافعين عن السلطة، ويعملون على تبرير الإخفاقات الحكومية مستقبلا، خصوصاً أنهم دائما ما يكونون قريبين من الشارع العراقي".

واعتبر عضو التيار المدني، علي ناجي الموسوي، أن استقطاب الصحافيين والإعلاميين لمكتب رئيس الحكومة "ذكاء من الكاظمي وخطأ كبير من قبل الذين وافقوا على العمل في الحكومة"، مضيفا، لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومات في العراق تأتي وترحل. والصحافي أو الإعلامي يجب أن تكون له قضية وطن، وليس الدفاع عن الحكومات أو تبرير إجراءاتها، وكان بإمكان الكاظمي استقطاب كفاءات جامعية وباحثين أفضل للعراق ولحكومته". 

واستدرك الموسوي بالقول إن "ثورة أكتوبر كانت عاملا حاسما في تغيير كثير من المفاهيم السياسية في العراق، ولعل من بينها هذه الحكومة، لذا يجب أن ينظر للموضوع بتأن وعدم الحكم على وجود إعلاميين وصحافيين في المكتب الوزاري على أنه سلبي، ولعلهم سيوصلون ما يعرفونه من أذى ومعاناة العراقيين لسكان المنطقة الخضراء". 

إلى ذلك، قال المحلل السياسي العراقي أحمد الشريفي إنه يستبعد "إمكانية تقديم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حلولا للأزمات في حال اعتماده على فريق خاص به مشكل من قبل الإعلاميين والصحافيين والناشطين والمدونين، خصوصاً أن أداء الحكومة الحالي لا يرتقي إلى مستوى التحديات الخطيرة على الجانب الصحي أو المالي، وغيرها".

وبين الشريفي، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "لا يمكن إدارة الدولة العراقية إلا من خلال الشخصيات المتخصصة في مجال عملها، فكل ملف بحاجة إلى شخصية مهنية تعرف كيف تتعامل معه بصورة صحيحة". وأضاف أن "اعتماد رئيس الوزراء على عدد من الإعلاميين والصحافيين والناشطين والمدونين سيرفع من حدة الانتقاد للحكومة العراقية من قبل المواطنين، خصوصاً أن هذا الأمر محاصصة بطريقة أخرى، فهو يحاول جلب أصدقاء المهنة لفريقه، والهدف من ذلك جعل الأصوات المؤثرة لصالحه، لكن هذا الأمر سيكون ضده".

دلالات