جاء الإعلان خلال احتفالية كبيرة أقيمت بجامع عقبة بن نافع، مساء أمس الأربعاء، بمناسبة الذكرى 1450 لنزول القرآن الكريم كانت دعت لها وزارة الشؤون الدّينية التونسية قبيل رمضان.
وتمت الاحتفالية بحضور كل من رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، وعدد من أعضاء الحكومة من بينهم وزير الشؤون الدّينية محمد خليل، فضلا عن مشاركة وزير الأوقاف والشؤون الدينية لدولة فلسطين يوسف دعيس وعدد من الأئمة التونسيين والفلسطينيين.
وأكد بيان التوأمة الصادر في وقت متأخر أمس، عن الوزارة التونسية "أهمية التعاون في مجال الشؤون الدينية من خلال ترميم المخطوطات، وصيانة المعالم الدينية والزخارف والمكتبات والتعريف بالسياسة الدينية، والدراسات العلمية والمكتبات بين المسجدين والبلدين، وإحياء التظاهرات الدينية بشكل مشترك".
وتم التأكيد كذلك على "ضرورة تظافر جهود الخير والعزائم الصادقة للقضاء على الإرهاب، ونشر قيم الإسلام السمحة الرامية إلى تحقيق السلام والتعايش السلمي للأفراد والمجتمعات".
كما دان البيان نفسه "الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، ومهما كانت بواعثه وأسبابه واعتباره تهديدا خطيرا للإنسانية وللأمن والسلم الدوليين".
وقال كل من إمام جامع المسجد الأقصى عبد الكريم أنيس الزربا، وإمام جامع عقبة بن نافع الطيب الغزي في تصريحات إعلامية على هامش التظاهرة إنّ "التوأمة ستفتح آفاق التعاون الفكري والروحي بين أقدم المساجد في الإسلام، وستكون هناك زيارات متبادلة، وتأكيد لدور القرآن في مجابهة التطرف والغلو لدى فئة من الشباب".
من جانبه، أكّد وزير الشؤون الدينية التونسي محمد خليل في تصريحات إعلامية، أن "الحكومة التونسية أولت القرآن وحفَظته الاهتمام اللازم،" مؤكدا "حاجة الأجيال القادمة إلى اعتماد مبادئ القرآن".
وبحسب الوزير التونسي فقد حضر هذه التظاهرة 5 آلاف من حفظة القرآن من مختلف الجمعيات القرآنية والكتاتيب التونسية.
وشهدت الفاعلية تكريم أكبر حفاظ القرآن الكريم سنا (100 عام و94 عاما) وأكبر الحافظات (82 و66 عاما) وأصغر الحافظين من الذكور والإناث (10 و12 عاما).
واختتمت الاحتفالية التي شهدت حضورا أمنيا مشددا، بإفطار جماعي في الساحة الأمامية لجامع عقبة، مع مواصلة مختلف الفقرات الدينية من صلاة تراويح ودروس ليلية بالجامع.
وجامع عقبة بن نافع أو جامع القيروان الكبير، هو مسجد بناه عقبة بن نافع في مدينة القيروان التي أسسها بعد فتح أفريقية (تونس حاليًا) على يد جيشه وذلك سنة 50 هجرية.
وبحسب أحد أئمة المسجد الأقصى عبد الكريم أنيس الزربا، فإن تشييد المسجد الإبراهيمي تم بعد 40 سنة من بناء البيت الحرام، ويقع هذا المسجد في البلدة القديمة لمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية في فلسطين، وهو يشبه في بنائه المسجد الأقصى.