وبدأت التهديدات ضد الصحافي باركر على صفحة عراقية، على موقع "فيسبوك"، تديرها جماعة تطلق على نفسها اسم "المطرقة". وقال مصدر أمني عراقي للوكالة "يعتقد أنها مرتبطة بجماعات مسلحة شيعية". ودعا التعليق، الذي نشر في الخامس من أبريل/نيسان وتعليقات لاحقة، إلى طرد باركر من العراق. وقال أحد المعلقين إن قتل باركر "أفضل سبيل لإسكاته وليس طرده".
وبعد ثلاثة أيام، بثّ برنامج إخباري على قناة "العهد" التلفزيونية المملوكة لجماعة عصائب أهل الحق، المسلحة المدعومة من إيران، مقطعًا يتحدث عن باركر ويحتوي على صورته. واتهم المقطع الصحافي و"رويترز" بتشويه سمعة العراق وقواته المدعومة من الحكومة، ودعا المشاهدين إلى المطالبة بطرد باركر.
جاء ذلك بعد تقرير كتبه باركر واثنان من زملائه في الثالث من أبريل/نيسان يفصّل انتهاكات حقوق الإنسان في تكريت، بعدما حررت القوات الحكومية وقوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران المدينة من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد. ووصف التقرير أيضًا حوادث نهب وحرق واسعة النطاق في المدينة، ألقى فيها سياسيون محليون باللوم على قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران.
وقالت متحدثة باسم "رويترز" إن الوكالة التزمت الدقة والإنصاف في تقريرها. وبناء على طلب من "رويترز" حذف موقع "فيسبوك" رسائل التهديد هذا الأسبوع.
ويعيد الجيش العراقي بناء نفسه بعد انهياره في يونيو/حزيران. ودفع ذلك حكومة العبادي إلى الاعتماد على مجموعة من القوات الشيعية شبه العسكرية المدعومة من إيران. وتضم القوات شبه العسكرية عصائب أهل الحق التي دوما ما تندد بالتغطية الإعلامية الغربية للصراع الداخلي في العراق.
وقال رافد جبوري، المتحدث باسم العبادي، إن الحكومة "بالتأكيد ضد أي رسالة تحض على الكراهية أو التخويف، سواء كانت من شبكة محلية أو دولية". في الوقت نفسه أضاف أن مقطع تلفزيون العهد "كان انتقادا للحكومة في المقام الأول، وهو أمر علينا أن نتعايش معه".
وأضاف جبوري أن البيئة المتاحة لوسائل الإعلام "تحسنت بشكل كبير منذ تولى رئيس الوزراء". ونصح الصحافيين الأجانب الذين يشعرون بالتهديد، بالاتصال بالشرطة العراقية لطلب المساعدة. ولا يثق كثير من العراقيين، سنةً وشيعةً، في الشرطة، إذ يعتقد أن بعضهم على صلة بالقوات الشيعية شبه العسكرية.
وقال مايكل لافالي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "ندين كل أشكال التخويف والعنف تجاه وسائل الإعلام، لأن حماية الحريات الصحافية سمة أساسية لجميع المجتمعات الديمقراطية".
وأضاف أن وزارة الخارجية تحدثت مع مكتب العبادي "للتعبير عن بواعث القلق بشأن مناخ يحتمل أن يكون خطيرًا، أثاره تقرير لشبكة تلفزيون عراقية خاصة بشأن مدير مكتب "رويترز" والعاملين فيها في العراق".
وأوضح أن وزارة الخارجية "ستواصل المراقبة الوثيقة لمعاملة وسائل الإعلام الدولية في العراق، والتعبير عن الاعتراض على أي أشكال من التخويف التي قد تمنع وسائل الإعلام من القيام بعملها".
وتقول "لجنة حماية الصحافيين" إن "15 صحافيًا على الأقل قتلوا في العراق منذ بداية عام 2013".
اقرأ أيضاً: الحكم بإعدام صحافي مصري والمؤبد لـ12