نقل موقع "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، على لسان محرر الشؤون العسكرية، رون بن يشاي، أن مصدراً إسرائيلياً رفيع المستوى، في وزارة الأمن، يبدو أنه وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، أعلن في لقاء مع المراسلين العسكريين أن المواجهة المقبلة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ستكون الأخيرة، ولن تسمح إسرائيل باستمرار حرب استنزاف طويلة الأمد.
وبحسب بن يشاي، فقد قال المسؤول الإسرائيلي: "ليس لدينا مصلحة بالسيطرة على قطاع غزة، وطالما لا يوجد هناك بديل للحكم فليس لنا ما نبحث عنه، لكن من جهة ثانية لا نستطيع أن ندير حرب استنزاف دون توقف، وبالتالي فإن المواجهة العسكرية المقبلة يجب أن تكون الأخيرة بالنسبة لسلطة (حماس) في القطاع".
وأضاف "لا نبحث عن مغامرة لكن المواجهة مع (حماس) حتمية، وهذا تهديد متواصل يتصاعد باستمرار علينا أن نكون جاهزين له".
وبحسب المصدر الإسرائيلي في وزارة الأمن، فإن مشكلة إسرائيل هي مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إذ قال: "نحن أقوياء في الميدان العسكري وضعفاء في الحلبة السياسية، (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس يستغل ذلك، وهذا ما أسميه بالإرهاب السياسي".
ويعزّز هذا التعبير، أن يكون ليبرمان هو مصدر هذه التصريحات، إذ إنه يستخدمه باستمرار ضدّ التحركات الفلسطينية في الحلبة الدولية، خصوصاً وأنه عقد اليوم لقاء مع المراسلين العسكريين في إسرائيل. كما يشير النص في "يديعوت أحرونوت" إلى أن الحديث عملياً هو عن ليبرمان كصاحب هذه التصريحات، خصوصاً وأنها تتوافق مع مواقفه المعلنة قبل انضمامه للحكومة الإسرائيلية قبل أكثر من أسبوعين.
وزعم المسؤول الإسرائيلي، أن "عباس معني بتجميد الوضع الراهن وأنه حتى في حال التفاوض معه فلن يكون هناك أي إنجاز".
وكان ليبرمان أعلن، أخيراً، سحب تصاريح دخول رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، في السلطة الفلسطينية، محمد المدني، بادعاء أن الأخير يسعى من خلال لقاءات في إسرائيل إلى تشكيل جسم سياسي إسرائيلي جديد، وأن قرار ليبرمان جاء وفق توصيات جهاز "الشاباك" الإسرائيلي.
يشار إلى أنه في ظل التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل على خلفية مذكرة المعونات العسكرية لإسرائيل للسنوات العشر المقبلة، سيتوجه وزير الأمن الإسرائيلي، السبت، إلى الولايات المتحدة في أول زيارة عمل رسمية له.
وسيلتقي ليبرمان نظيرَه الأميركي، أشتون كارتر، ويشارك في مراسم تصنيع أول مقاتلة من طراز f35 في مصانع "لوكهيد" والمخصصة لإسرائيل.
وبحسب التقرير، فإن المسؤول الإسرائيلي، وإن كان وصف التنسيق مع روسيا في المسألة السورية بـ"الأمر الجيد"، إلا أنه أردف أن الركيزة الأمنية الأساسية لإسرائيل التي لا يمكن التنازل عنها هي الولايات المتحدة.
وينسب الموقع للمسؤول المذكور، تحفظه على موضوع المصالحة مع تركيا لأسباب سياسية، فهو يرى أن من شأن تطبيع العلاقات مع تركيا مقابل تمكين أنقرة من تنفيذ المشاريع، وأن تكون شريكة في ما يحدث في القطاع، أن يثير غضب مصر ودولاً أخرى مثل اليونان وقبرص التي تحتفظ بعلاقات ممتازة مع إسرائيل، فضلاً عن أن سلوك وتصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان غير مقبولة.
وشدد المسؤول الإسرائيلي على أنه لا يؤيد بشكل كبير الاتفاق الجاري التفاوض عليه مع تركيا، لأنها أبقت على مقرّ حركة "حماس" داخل أراضيها، وإن كانت قامت بترحيل القيادي صلاح العاروري.