وأوضح عضو المجلس المحلي لمدينة معضمية الشام، الملقب بـ"أبو كنان الشامي"، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "منظمة الهلال الأحمر العربي السوري قامت اليوم بإجلاء 200 شخص من أهالي مدينة داريا المتواجدين في معضمية الشام، إلى مراكز الإيواء في منطقة الحرجلة بريف دمشق".
وأشار إلى أنّ "هذه هي الدفعة الثانية من أهالي داريا، الذين يغادرون المدينة ضمن اتفاقية المعضمية، والتي تنص على ترحيل إخوتنا من مدينة داريا، والمسلّحين غير الراغبين في التسوية، إلى الشمال السوري، علماً أنه لم يتم ترحيل أي من المسلحين حتى الآن".
وكان قد هُجّر، قبل نحو أسبوع، أكثر من 300 شخص من أهالي داريا من مدينة معضمية الشام، ضمن الاتفاق ذاته، في حين لم يعرف حتى اليوم، ما هو العدد النهائي الذي سيطلب النظام ترحيله من معضمية الشام، ولماذا يتم تجميع أهل داريا، ومعظمهم أطفال ونساء، في نقطة واحدة، تحت إشراف القوات النظامية ومنظمة الهلال الأحمر. ويتخوف ناشطون من أن يتم استخدام المدنيين كورقة ضغط على فصائل داريا، التي خرجت إلى إدلب في الشمال السوري، أو على المعارضة ككل.
وكانت الفصائل المعارضة في معضمية الشام، قد أبرمت مع النظام اتفاقاً ينص على إخراج أهالي داريا من المدينة والمدنيين والمسلحين غير القابلين بإجراء تسوية، في حين يتم تشكيل شرطة داخلية ممن سوّى وضعه مع قوات النظام، تحت إشراف لجنة محلية لـ"حفظ أمن المدينة".
يشار إلى أن أكثر من 45 ألف شخص يعيشون في معضمية الشام ظروفا مأساوية، في ظل نقص المواد الغذائية والطبية، مع استهداف المناطق السكنية بالقذائف المدفعية والصاروخية، إضافة إلى رشقات الرشاشات الثقيلة والمتوسطة والقناصات. علماً أن أكثر من 20 ألف شخص من القاطنين في المدينة، هم نازحون من داريا وريف دمشق.