تنمية الإبداع عند الأولاد في 5 خطوات بسيطة

22 مارس 2015
غلاف الكتاب
+ الخط -

ما من شئ أهم من مساعدة الأولاد كي يفكروا بأنفسهم بدلا من أن نفكر عنهم، لا شئ أكثر فعالية وإرضاءا وتشجيعا من الإكتشاف العملي والتفكير معا، فالبحث عن الأفكار تجربة مثيرة  تزود أولادنا بالقوة وتجعل منهم مفكرين لامعين بحيث تشحذ فضولهم وقدرتهم على الملاحظة والوعي.

وهو ما حاولت الكاتبة البريطانية "كريستين دورهام " شرحه إجمالا وتفصيلا في كتابها "تنمية الإبداع عند الأولاد"، والذي يقدم مجموعة من الخطوات والأفكار السهلة التي تساعد الآباء على التحلي بالثقة في فتح نقاشات حول مفاهيم مهمة وأسئلة كثيرة بطريقة مغامرة مسلية، ستشمل هذه المفاهيم الحقيقة والعدالة والثقة والقوة والخير والشر والملكية.

حظيت كريستين دورهام بتنشئة سليمة وأهتمام بالغ من قبل والديها مما جعلها فيما بعد أما صالحة لأربعة أبناء ومعلمة مسئولة عن إدارة أربعة آلاف ورشة عمل حول التفكير لمدة عشر سنوات قدمت خلالها أفكارا جيدة لتنمية التفكير والإبداع لدي الأبناء.

وتقدم دورهام خمس خطوات مهمة تساعد الآباء على تنمية مهارات التفكير لدى أبنائهم وهي: 

الشرح وإيجاد الواقع
تطالب الكاتبة الآباء بأن يلعبوا مع أبنائهم لعبة الافتراض من خلال اختيار قصة واقعية أو حادثة وقعت بالفعل وقد تعرف عليها الأبناء بشكل ما (استعانت في حديثها بقصة فيلم يحكي حادث غرق السفينة تايتنك)، ثم نقوم بطرح أسئلة حول الحادثة، وقد استخدمت كلمة (لو) لإيجاد أكبر قدر من الافتراضات التى كانت لتنقذ السفينة من الغرق.

خلق الأجواء المواتية لفهم الأفكار وتصنيفها
الانطلاق مع الأبناء في مغامرات تبدأ من حيث يشعرون بالراحة من عالم المحسوس العادي ثم الخروج، تدريجيّاً، من تلك المنطقة لمناقشة مواضيع مهمة، هكذا ترى الكاتبة أن الانطلاق مع الأولاد إلى عالمهم يساعد كثيراً في التقرب من أفكارهم وخلق فرص مواتية ومتعددة لمشاركتهم الأفكار، تلك الفرص قد تكون في فترات التنزه أو إعداد الطعام ، أثناء الاستحمام أو الخروج بالسيارة أو حتى اللعب مع الكلب، ومن ثم البحث عن موضوع مثير أو شيء جميل للنقاش وعرض وجهات النظر، ولا يشترط أن يكون الموضوع مهماً "فقد تتحدثون عن مجرد ريشة طائرة أو سرب طيور في السماء أو شبكة عنكبوت، وهو ما يتيح استخدام الآلية الثانية، وهي فهم الأفكار وتصنيفها" ومن ثم تطرح الكاتبة في هذا الصدد تساؤلاً مهماً ألا وهو "ماهو التفكير المتقدم؟".

ويهدف التفكير المتقدم إلى تشجيع الأولاد على الشعور بالثقة والقوة وإدراك أنفسهم، بحيث يتمكنون من تحديد الأولويات واتخاذ القرارات.
أما تصنيف الأفكار فهي وسيلة مهمة تساعد الأولاد على حل المشكلات ومواجهتها من خلال طرح الخطط وفهم المسائل من خلال تحليل أجزائها، وتمكين الأبناء من مهارة تصنيف الأشياء من حولهم، ضمن فئات مختلفة كترتيب الملاعق والشوك أو فرز السكاكر أو فتح شنطة الأغراض وترتيبها من جديد، الحيوانات السريعة أو الحيوانات البطيئة، الكائنات الليلية أو البحرية والبرية ...إلخ.

المقارنة والبحث عن المشاعر
المقارنة وإيجاد الروابط تساعد على تصنيف الأفكار ووضعها مع أخرى شبيهتها، أما العثور على المشاعر، فهو ذلك التفكير العميق الخلاق الذي يسمح للأولاد بالتعاطف مع الآخرين، وعلى الآباء تقدير دور المشاعر في عملية التفكير، "ناقشوا مع أبنائكم حقيقة مشاعركم تجاه قضية ما أو قصة قرأتموها".

ماذا لو..؟
يستطيع الآباء استخدام هذه الوسيلة لتطوير عملية التفكير لدى الأبناء، فيبحث عن النتائج، ماذا لو تغير أحد عناصر القصة؟

التقييم (جيد – سيء– فضولي)
يمكنكم أن تلعبوا مع أولادكم دور المحقق الذي يبحث عن الأمور الجيدة والسيئة والفضولية، فيما يتعلق بقضية أو قصة ما.

المبادئ العشرة الأساسية
تطرح الكاتبة عشرة مبادئ أساسية تساعدنا على مراقبة طريقة تفكير الأبناء، والتواصل معهم كأصدقاء، وهي:
أظهروا لأبنائكم أنكم تحبونهم وتحبون أفكارهم.
نموا احترامهم وتقديرهم وثقتهم في أنفسهم.
توقعوا منهم أفكاراً عظيمة.
كونوا قدوة حسنة لأولادكم.
كونوا مدركين ومتيقظين.
الفتوا انتباه الأولاد إلى سحر الكلمات ودقة معانيها.
تسلوا والعبوا بالأفكار.
أصغوا باهتمام.
اطرحوا أسئلة مفتوحة على كل الأجوبة.
لا تنسوا أهمية القصص.

كما ترى الكاتبة أن تسجيل أفكار الأولاد يظهر لهم اهتمامنا بما يدور في أذهانهم، مما يحفزهم بصورة إيجابية، ويمكن الاستعانة في هذه الحالة بدفتر لتدوين كافة الأفكار بدءاً بتلك التى يحبونها أو التى تثير فضولهم ، فمثلاً يمكن أن ندون الألوان التى يحبونها والكلمات الجديدة التى يستعملونها، كما يجب استغلال كافة المناسبات لتدوين أهم الأحداث والاكتشافات، وبعد مرور السنين يمكن تقديم تلك الدفاتر هدية للأبناء.

القصص في الكتب والأفلام
نعرف أن القصص ممتعة، وقراءتها تفتح أمام الأبناء أبواب العالم، كما أنها تساعد على توسيع دائرة التفكير، وقراءتها للأولاد تفتح مجالاً للنقاش معهم، حتى وإن كانت خيالية أو خرافية، لكنها تحمل فكرة أو معنى، وتطرح الكاتبة قصة (بينوكيو) كمثال على ذلك، كونها قصة تدور حول الكذب والثواب والعقاب.
تقول كريستين: شجعوا أولادكم منذ الصغر على متابعة الأخبار ومطالعة الصحف، فمن الممكن أن يكون الإعلام مدخلاً للنقاش تستخدمون معه أدوات التفكير السابق ذكرها.

التفكير وأطر التعليم
قد تركز طرق التدريس في بعض المدارس على الذكاء اللغوي (استخدام الكلمات) والذكاء المنطقي الحسابي، ولكن بعض التلاميذ يتمتعون بنقاط قوة أخرى، بحيث يتعلمون ويستوعبون بشكل أفضل عن طريق الرسم أو العمل ضمن مجموعات والتعرف على الأمور التى يعرفها الآخرون ويفكرون فيها، وتلمح كريستين إلى أننا كأهل يمكننا التعرف إلى طرق التعلم والتفكير التي يفضلها أبناؤنا ويمكننا تشجيعهم على التفكير بطريقتهم الخاصة مع تقديم الطرق الأخرى لهم بشكل اختياري.


المساهمون