وصل مهجرو منطقة وادي بردى إلى قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي، وبدأوا بالتوجه إلى مناطق في إدلب، في حين تكبدت قوات النظام السوري خسائر بشرية في محاولة اقتحام غوطة دمشق الشرقية، بعد ظهر اليوم الاثنين.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مهجري وادي بردى بدأوا بالانتقال إلى مناطق مختلفة في إدلب وريفها، بعد وصول الحافلات التي تقلهم إلى قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي. وكانت 43 حافلة برفقة سيارات الهلال الأحمر السوري، قد انطلقت بهم، فجر اليوم، بعد وقوفهم قرابة 10 ساعات على حاجز قوات النظام في محيط وادي بردى بريف دمشق الشمالي الغربي.
وتمت عملية التهجير كمرحلة أولى لتنفيذ اتفاق بين المعارضة والنظام السوري، ومن المتوقع إكمال العملية بعد 48 ساعة، حيث سيتم تهجير مقاتلي المعارضة المتمركزين في الجبال والجرود المحيطة بمنطقة الوادي كمرحلة ثانية، وفقا للاتفاق.
من جهته، طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مساء اليوم، مجلس الأمن بـ"إصدار قرار تحت الفصل السابع لمنع النظام من تنفيذ مخططات التهجير"، معتبراً أنّ "عمليات تهجير سكان وادي بردى بريف دمشق، استمرار لحملات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي".
وأشار الائتلاف الوطني، في بيان وصلت "العربي الجديد" نسخةً منه، إلى أنّ "إخراج أو تهجير مدنيين من بيوتهم وبلداتهم، تحت أي ذريعة، هو خرق وانتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار مكشوف في مخططات التغيير الديمغرافي القسري الذي ينتهجه نظام بشار، إضافة إلى كونه جريمة ضد الإنسانية".
ودان البيان "إجبار سكان وأهالي وادي بردى على ترك أرضهم، وتخييرهم بين الخروج منها، أو الجوع والحصار، أو العودة والخضوع لقمع النظام والمليشيات الإرهابية الأخرى"، مؤكداً أنّ "تلك المليشيات القادمة لقتل الشعب السوري، هي التي يجب أن تغادر تراب سورية إلى غير رجعة".
كما شدّد على ضرورة "إلزام جميع الأطراف باحترام اتفاق وقف إطلاق النار، وانسحاب كل قوى الاحتلال والمليشيات الطائفية الإرهابية من سورية، للمساهمة في الوصول إلى حل سياسي يضمن حقوق الشعب السوري ويحقق تطلعاته في الحرية والعدالة والكرامة".
إلى ذلك، قُتل سبعة مدنيين وأُصيب آخرون، مساء اليوم، بقصف جوي لطائرة حربية يُعتقد أنّها روسية، على منطقة ريف المهندسين الخاضعة لسيطرة المعارضة، بريف حلب الغربي، شمال غربي سورية.
وقال الناشط الإعلامي، محمد الحلبي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "طائرة حربية يُعتقد أنّها روسية، استهدفت منازل المدنيين في منطقة ريف المهندسين، غربي مدينة حلب، بعدّة غارات جوية، ما أدّى إلى مقتل سبعة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة عدد آخر بجراح متفاوتة، نُقلوا إلى النقاط الطبية الميدانية لتلقي العلاج".
وأوضح أنّ "بعض الجثث تحوّلت إلى أشلاء"، مشيراً إلى أنّ "حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع، نظراً لخطورة الإصابات وكثرتها، في ظل سوء الوضع الطبي بريف حلب الغربي".
كما أشار الناشط ذاته إلى أنّ "طائرات حربية قصفت الأحياء السكنية في منطقة الراشدين، بالتزامن مع قصف جوي طاول الفوج 46، في ريف المدينة".
كما تعرّضت أطراف مدينة كفرحمرة، شمال مدينة حلب، لقصف مدفعي مصدره قوات النظام، ما تسبّب بدمار في ممتلكات المدنيين، دون وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
في المقابل، أعلنت المعارضة السورية المسلحة عن مقتل عشرة عناصر من قوات النظام السوري خلال محاولتهم التقدم على جبهة بلدة الميدعاني، بتفجير ألغام بهم من قبل المعارضة في غوطة دمشق الشرقية. كما تحاول قوات النظام مدعومة بمليشيات طائفية، اقتحام مواقع المعارضة في محيط منطقة النشابية من جهة بلدتي البلالية والقاسمية، ومن محور كتيبة الصواريخ في بلدة حزرما بالغوطة.
وكان محافظ النظام السوري في ريف دمشق، علاء منير إبراهيم، قد توعّد بتوجه قوات النظام إلى الغوطة الشرقية بعد الانتهاء من تهجير سكان وادي بردى.
وتحدث الدفاع المدني السوري في ريف دمشق عن إصابة العديد من المدنيين جراء سقوط 7 صواريخ أرض - أرض استهدفت الأحياء السكنية في منطقة المرج بريف دمشق. كما قصفت قوات النظام السوري بقذائف "هاون" حي القابون في شرق مدينة دمشق، رغم أن الحي يخضع لهدنة بين المعارضة والنظام.
من جهة أخرى، ذكر مركز حلب الإعلامي أنّ قوات النظام السوري سيطرت على قريتي طومان وعران، جنوبي مدينة الباب، شرق حلب، وذلك بعد انسحاب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منهما.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية إن قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية بلدة كبانة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة قرب قريتي تردين والحدادة.