ينتظر أن يتم تنصيب الرئيس الصومالي المنتخب، محمد عبد الله فرماجو، الأربعاء المقبل، عقب فوزه في ثاني انتخابات رئاسية تجرى في البلد منذ انهيار الحكومة المركزية واندلاع الحرب الأهلية عام 1991.
وجرت الانتخابات في أجواء منافسة شرسة بين المرشحين الـ(21) وانتهت بفوز فرماجو على أقوى مرشحين هما الرئيس المنتهية ولايته، شيخ حسن شريف، والرئيس الأسبق، شيخ شريف أحمد، في معركة انتخابية جرت في البلد الذي يعاني من عدم الاستقرار منذ سقوط نظام الرئيس سياد بري.
ونقلاً عن مصدر دبلوماسي في العاصمة الصومالية مقديشو، ينتظر أن يشارك في حفل التنصيب أربعة رؤساء أفارقة من دول الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (الإيغاد)، إلى جانب ممثلين للأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، وممثلين عن دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي سياق الإجراءات الأمنية المشددة التي يجري اتخاذها لتأمين مراسم تنصيب رئيس الجمهورية، أعلنت السلطات الصومالية تعليق الرحلات الجوية في مطار آدم الدولي في العاصمة مقديشو الأربعاء 22 فبراير/شباط الجاري، تزامناً مع تلك الاحتفالات، إذ أبلغت شركات الطيران بهذا الإجراء.
وسبق لوزير النقل والطيران المدني في الحكومة الصومالية، علي أحمد جامع جنغالي، أن أعلن، الأسبوع الماضي، تعليق جميع رحلات الطيران في العاصمة الصومالية مقديشو أثناء الانتخابات الرئاسية الصومالية التي جرت في الثامن من الجاري، وانتهت بانتخاب الرئيس الجديد فرماجو لفترة رئاسية مدتها أربع سنوات، وذلك بغرض تعزيز الأمن والاستقرار خلال العملية الانتخابية.
من ناحية أخرى، أكد مدير هيئة الطيران المدني والأرصاد الجوية بالصومال، عبد الواحد شيخ عمر، قدرة بلاده على إدارة الأجواء الصومالية، ووجه انتقادات مباشرة لكل من كينيا وإثيوبيا وسيشل والهند، موضحا أن هذه الدول "تسعى لإدارة المجال الجوي للصومال، بحجة أن مقديشو غير قادرة على ذلك، ولا تملك الإمكانات اللازمة لإدارته".
وأعرب شيخ عمر عن قلقه الشديد حيال "أطماع هذه الدول الأربع في إدارة المجال الجوي للصومال"، مشيراً إلى أن "هذه الأطماع تشكل تهديداً لسيادة الصومال".
وقال، في مقابلة مع إذاعة "صوت أميركا"، إن "أطماع هذه الدول الأربع في إدارة المجال الجوي للصومال بسببها تزايدت الشكاوى من قبل الطائرات فوق الأجواء الصومالية، نتيجة رداءة الاتصالات"، موضحاً أن حكومته ستعمل على "تحديث شبكة الاتصالات، ما يمكنها من إدارة مجاليها الجوي والبحري".
وأكد المسؤول الصومالي أن بلاده قادرة على إدارة مجالها الجوي، طالباً من منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة تسليم مسؤوليته للحكومة الصومالية، بعد أن تمكنت من إعادة الاستقرار أثناء الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي.
يذكر أن الأمم المتحدة كانت تتولّى إدارة المجال الجوي للصومال من كينيا منذ انهيار الحكم المركزي في عام 1991.