وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، "تتحمّل القوة القائمة بالاحتلال المسؤولية عمّا جرى في قطاع غزة"، معتبراً أن "ما جرى نتيجة لانتهاك الاحتلال لحق التظاهر السلمي واستخدامه القوة المفرطة ضد أبناء الشعب الفلسطيني العُزّل الذين خرجوا بالآلاف لإحياء ذكرى يوم الأرض".
ودعا المومني المجتمع الدولي إلى النهوض بمسؤولياته في الضغط على إسرائيل للالتزام بمسؤولياتها كقوة قائمة بالاحتلال، ومعالجة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة، الذي تعتمد الغالبية العظمى من سكانه في حياتها اليومية على المساعدات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وقال إن "استمرار غياب آفاق الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية الذي يضمن الحق في الحرية والكرامة والدولة للشعب الفلسطيني سيعمل على تجذير بيئة اليأس الذي يولّد التطرّف ويدفع إلى المزيد من العنف والدماء، ويصبّ في النهاية لصالح الأجندات المتطرفة وأصحابها في المنطقة".
وأكد المومني على موقف بلاده الداعي إلى حل الصراع الفلسطيني مع الاحتلال وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبها، دانت وزارة الخارجية التركية، اليوم الجمعة، بشدة، استخدام القوات الإسرائيلية القوة المفرطة ضد الفلسطينيين المشاركين في مظاهرات سلمية في قطاع غزّة، وأعربت في بيان عن قلقها الكبير من وقوع خسائر بشرية من جراء تدخّل قوات الأمن الإسرائيلية.
وأكدت في البيان ضرورة وضع إسرائيل على وجه السرعة حدّاً لاستخدام القوة الذي سيزيد من حالة التوتر في المنطقة، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته من أجل تخلّي إسرائيل عن موقفها العدواني.
وأضافت "ندين بشدة استخدام إسرائيل القوة المفرطة ضد الفلسطينيين المشاركين في مظاهرات سلمية اليوم بقطاع غزة".
كذلك أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص في مواجهة تظاهرات سلمية في قطاع غزة، واعتبرت وزارة الخارجية، في بيان نقلته وكالة الأنباء القطرية "قنا" اليوم، التصعيد العسكري الإسرائيلي الخطير انتهاكاً صارخاً للمواثيق والقوانين الدولية.
وطالب البيان المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمّل مسؤولياتهما ولجم آلة الحرب الإسرائيلية وسياسة العقاب الجماعي التي تتبعها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية للمدنيين الأبرياء.
وأكدت الوزارة دعم دولة قطر للشعب الفلسطيني الشقيق، وشدّدت على تمتعه بسائر حقوقه غير القابلة للتصرّف، بما فيها حق العودة.
وجدّد البيان التأكيد على موقف دولة قطر الثابت والدائم في دعم القضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني الشقيق، بما يضمن إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يوم حداد وطني في الأراضي الفلسطينية على أرواح شهداء اليوم الجمعة. وذكرت الوكالة الفلسطينية الرسمية للأنباء (وفا)، أن عباس أعلن يوم غد السبت يوم حداد وطني في الأراضي الفلسطينية على أرواح الشهداء.
ونددت الحكومة الفلسطينية، في بيان، باعتداءات الجيش الإسرائيلي، ودعت إلى "تحرّك دولي فوري وعاجل لوقف إراقة دماء الفلسطينيين".
من جهته، أعلن الناطق الرسمي باسم السلطة الفلسطينية، يوسف المحمود، قرار الحكومة تعطيل المدارس والجامعات وكافة المؤسسات والدوائر الحكومية التي تعمل يوم غد السبت في كافة المحافظات، التزاماً بقرار عباس.
كما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية الإضراب الشامل في كل محافظات الضفة حدادا على أرواح الشهداء واستنكارا لمجزرة الاحتلال في قطاع غزة.
إلى ذلك، دانت وزارة الخارجية المصرية، مساء الجمعة، الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة دعم مصر الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حق العودة، وحق إنشاء دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وطالبت مصر بتفعيل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن إحياء يوم الأرض يذكّر الجميع بضرورة العمل الجاد والسريع، من أجل التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية.
ودعت مصر جميع الأطراف إلى التهدئة وضبط النفس وعدم تعريض حياة المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرة من خطورة استمرار الوضع القائم، من دون استئناف عملية السلام، والتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس مرجعيات الشرعية الدولية، وحل الدولتين.
بدوره، دان الأزهر الشريف بشدة "سقوط عشرات الشهداء، ومئات الجرحى، من جراء القمع الوحشي لقوات الاحتلال الصهيوني قبل المظاهرات والمسيرات السلمية، التي نظمها أبناء الشعب الفلسطيني، الجمعة، بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض"، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية بدعم صمود الشعب الفلسطيني وكفاحه الوطني.
وجدّد الأزهر، في بيان له، دعمه ومساندته الكاملة للشعب الفلسطيني، في نضاله المشروع من أجل استعادة أرضه المحتلة، وانتفاضته الباسلة ضد سياسة مصادرة الأراضي والتهويد، التي تنتهجها قوات الاحتلال، مشدداً على أحقية الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
ودعا الأزهر مجلس الأمن الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته بشأن وقف الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، سائلاً الله تعالى أن يتغمّد الشهداء بواسع رحمته، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، بعدما أعرب عن خالص عزائه في شهداء الشعب الفلسطيني المناضل.