نددت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، اليوم الإثنين، بالقيود على الهجرة والسفر إلى الولايات المتحدة بموجب القرار الذي وقعه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فيما أكد المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، أن التمييز على أساس الجنسية محرم في حقوق الإنسان.
وقالت ميركل للصحافيين معلقة على تقييد دخول مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة إن "مكافحة الإرهاب الضرورية والحازمة لا تبرر إطلاقاً تعميم التشكيك بالأشخاص من ديانة معينة، وتحديداً هنا الإسلام"، معتبرة أن المسلمين هم المستهدفون بهذا القرار الذي اتخذه ترامب ويتناقض مع مبادئ المساعدة الدولية للاجئين.
وقد حاول البيت الأبيض الدفاع بالقول، إنّ قرارات ترامب ترمي إلى حماية البلاد من تسلل محتمل "لإرهابيين أجانب". والمرسوم الذي دخل الجمعة حيز التطبيق وأثار استياء دولياً، يمنع لـ 90 يوماً دخول رعايا سبعة بلدان ذات غالبية إسلامية هي العراق وإيران واليمن وليبيا وسورية والسودان والصومال.
وكشفت ميركل من جهة أخرى أيضاً، أن التدابير التي اتخذها الرئيس الأميركي الجديد "تتناقض مع رؤيتها لأسس المساعدة الدولية للاجئين والتعاون الدولي".
وكانت المستشارة الألمانية التي فتحت منذ عام 2015 أبواب بلادها لأكثر من مليون طالب لجوء، قد تعرّضت لانتقادات حادة من ترامب، بسبب سياسة الهجرة المفتوحة التي اتبعتها.
من جهته، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، زيد بن رعد الحسين، إن التمييز بين الناس على أساس جنسياتهم غير قانوني، وذلك في تعليقه على قرار ترامب.
وكتب على حساب المفوضية بموقع "تويتر" "إن التمييز على أساس الجنسية وحدها محرم في قانون حقوق الإنسان. الحظر الأميركي طائش ويهدر موارد مطلوبة لمكافحة الإرهاب على نحو ملائم".
إلى ذلك، وقع أكثر من مليون شخص، اليوم، عريضة تطالب بإلغاء الزيارة، التي يعتزم ترامب القيام بها إلى بريطانيا خلال عام 2017، وذلك احتجاجاً على مرسومه المناهض للمهاجرين.
وفيما تواجه رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، ضغوطاً متزايدة بشأن علاقاتها مع ترامب، حث نواب من المعارضة وأعضاء من حزبها المحافظ أيضاً الوزراء على إعادة النظر في هذه الزيارة المرتقبة، في وقت لاحق هذه السنة، والتي تتضمن استقبالاً له في البرلمان ومن الملكة إليزابيث الثانية، إلا أن المتحدثة باسم داونينغ ستريت، أكدت أن بريطانيا وجهت الدعوة "وتم قبولها" من ترامب.
بدوره، دعا زعيم حزب العمال المعارض، جيريمي كوربن، والليبراليون الديمقراطيون، والحزب الوطني الاسكتلندي إلى إلغاء زيارة ترامب. وكتب كوربن على "تويتر" "ستخيب تيريزا ماي آمال البريطانيين إذا لم تؤجل زيارة ترامب (إلى بريطانيا) ولم تدن أعماله بعبارات واضحة".
وقالت النائبة المحافظة، سارة ولاستون، إنه يجب عدم دعوة ترامب لإلقاء خطاب أمام النواب البريطانيين كما فعل الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، خلال زيارة الدولة، التي قام بها عام 2011.
كذلك، طالبت زعيمة حزب المحافظين الاسكتلنديين، روث ديفيدسون أيضاً، بإلغاء الزيارة التي يجب ألّا تتم "في ظل سياسة قاسية وتقسيمية، تميّز بين مواطني الدولة المستضيفة".
كما دعت وزارة الخارجية العراقية، اليوم، الولايات المتحدة الى إعادة النظر في قرارها تقييد دخول رعايا عراقيين الى أراضيها ووصفته أنه "خاطىء" وذلك بعيد تصويت النواب العراقيين على التعامل مع واشنطن بالمثل إذا لم تتراجع عن قرارها. وقال المتحدث باسم الخارجية، أحمد جمال، "نرى من الضروري قيام الإدارة الأميركية الجديدة بإعادة النظر بهذا القرار الخاطئ".
(وكالات)