تنامي العنصرية ضد مسلمي أوروبا بعد "شارلي إيبدو"

25 فبراير 2015
البرلمان النمساوي يناقش الأربعاء مشروع قانون "الإسلام الجديد" (Getty)
+ الخط -

يبدو أن تأثيرات هجوم "شارلي إبدو" على مسلمي أوروبا ستتجاوز حدود العاصمة الفرنسية باريس، التي وقع الهجوم فيها، حيث أظهرت استطلاعات رأي أجريت في عدد من البلدان الأوروبية، تأثيرات واسعة وممتدة على مسلمي هذه البلدان أو نظرة المواطنين لهم.

فقد أظهر استطلاع للرأي في بريطانيا، أجرته شركة "كوم روس" للبحوث، أن نصف مسلمي بريطانيا يتعرضون للتمييز العنصري، بسبب عقيدتهم الدينية، كما يظهر وجود اعتقاد "أن المملكة المتحدة أصبحت بلداً أقل تسامحاً إزاء المسلمين".

وأجرت الشركة الاستطلاع بعد هجمات باريس، في الفترة بين 26 يناير/ كانون الثاني الماضي إِلى 20 فبراير/ شباط الجاري، من خلال الاتصال الهاتفي بألف مسلم، ممن يعيشون في بريطانيا، التي يمثل المسلمون 4.4 في المائة من سكانها، بما يعادل نحو مليونين و800 ألف شخص.

وأشار الاستطلاع إلى أن الفئة المستطلعة آراؤهم، أبدوا رفضهم للهجمات التي تعرضت لها صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، كما أعربوا عن انزعاجهم من نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تجسد شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
ويظهر الاستطلاع أن 46 في المائة من المسلمين يرون أن الأحكام المسبقة عن الإسلام

صعّبت من حياة المسلمين، وأن 78 في المائة منهم يعتقدون أن الرسوم الكاريكاتورية التي تجسد النبي محمد، تحمل في طياتها إساءة.


وأعرب 11 في المائة من مسلمي بريطانيا عن تعاطفهم مع الأشخاص الذين يحاربون المصالح الغربية، بينما نظر 27 في المائة منهم بإيجابية إلى الأسباب التي تقف خلف هجمات باريس. وأشار 32 في المائة إلى أنهم لم يفاجأوا بهجمات صحيفة شارلي إيبدو.



المسلمون في النمسا
وفي النمسا التي يعيش بها أكثر من 560 ألف مسلم بين 8.58 ملايين نسمة، أظهر استطلاع للرأي أن 58 في المائة من النمساويين يرون أن هناك تطرفاً متزايداً من جانب المسلمين في البلاد، ويؤيدون تكثيف تواجد الشرطة في الشوارع.

والاستطلاع الذي أجراه معهد التسوق وأبحاث الرأي (مستقل) لصالح التلفزيون الحكومي

النمساوي (أو أر إف)، ونشرته وكالة الأنباء الرسمية ( أ ب أ)، اليوم الأربعاء، شمل عينة تضم 500 شخص بواسطة الهاتف.

وبحسب الاستطلاع فإن 58 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع، يعتبرون أن التطرف متزايد من جانب المسلمين، في حين أن 30 في المائة لا يوافقون على ذلك.

ورأى 62 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع أن التعايش السلمي ليس على ما يرام، فيما اعتبر 27 في المائة أن التعايش جيد.

وأوضح المعهد النمساوي أن المسح تم بعد الهجمات الإرهابية في باريس وكوبنهاجن، مما أثر على النتائج.

وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن 47 في المائة يخافون من حدوث هجمات إرهابية في النمسا على غرار فرنسا والدنمارك، بينما 41 في المائة ليس لديهم تلك المخاوف، كما أن 75 في المائة من النمساويين يعتقدون أن السياسة الحكومية أدركت بعد فوات الأوان مشاكل المهاجرين المسلمين.

وحول زيادة الأمن تحسباً للهجمات الإرهابية، دافع 86 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع، عن زيادة تكثيف التواجد الأمني في الشوارع والأماكن العامة، بينما يرى 72 في المائة من هؤلاء ضرورة زيادة المراقبة بالفيديو ورصد المساجد والمؤسسات الإسلامية.

الإسلام الجديد
ومن المقرر أن يناقش البرلمان النمساوي، اليوم الأربعاء، مشروع قانون "الإسلام الجديد"، وسط توقعات بالموافقة عليه بالأغلبية، حسب المراقبين.

ويؤكد مشروع القانون الجديد على بعض حقوق المسلمين، مثل الأعياد وإن لم ينص عليها صراحة كإجازات، كما نص على حق ذبح الأضاحي والخدمة الرعوية في المستشفيات والسجون، بينما يتضمن من جانب آخر مواد مثيرة للجدل تحد من حرية الدين الإسلامي في ممارسة بعض الحقوق، بينها مواد متعلقة بمنع الهيئات الإسلامية من الحصول على تمويل من الخارج، والتأكيد على الأولويات الأمنية إذا تعارضت مع حرية العقيدة، وإعطاء الحق العام (الشخصية القانونية) لهيئات إسلامية أخرى.