تم استلام رسالة

10 نوفمبر 2015
+ الخط -
لم تكن تعلم، ذات حب، أنه سيغيب. وفي تواطؤ معلن للوقت مع الذكرى، وحضور تام للماضي، وجحود كثير، قرّرت أن ترد عليه،
- أشتاقك.
غاب صوتها، تحاول أن تلملم بعثرتها، أن تضع حداً لدبيب القلق في نفسها، بعد أن انقضت ساعات، وهي تنتظر خطيئته كما هي اقترفت. انتصف الليلة عند الثانية عشرة، أعلن الهاتف عن رسالة، كانت تغط في نوم عميق بفعل الحنين، تناولت هاتفها بعين مغمضة، وعين تترقب ما لا يأتي ربما.
- وأنا
!!!!!!!! لماذا رحلت إذن؟
- أنت شهية جداً، لكنك أشهى في الغياب
- أرجوك، لم أعد أحتمل، كفاك عبثا بقلبي.
يسود صمت ثقيل، تضطرب اللغة، ترتجف عقارب الساعة، نفحة برد تأكل جسدها العاري عن الثياب، ترفض أن تدثر قلبها بسواه، تتصل فلا يجيب، ثم تنطق الدقائق كلمتها الفصل. بريد آخر.
- إبتعدي كثيراً، عطرك يكاد يخنقني، لم أعد أحتمل الجنون الذي يجمعني كل مرة بك لنقترف خطيئة عجلى.
- أرجوك.. عد.
ساعتان من الصمت الكثيف، ثم عشرات المكالمات التي لم يرد عليها، رسائل حبلى بالرجاء، جسد كما الصقيع ينتظر ثياباً من حروف. لا تطلب شيئاً فضفاضاً، تريد ما يناسب مقاسها فقط، رجل يفهم جنونها، ثم لا شيء.
avata
avata
ندى البياتي (العراق)
ندى البياتي (العراق)