تتكرر حوادث إطلاق الشرطة الأميركية النار على مواطنين تشتبه بهم. والمميّز أنّ معظم تلك الحوادث يكون الشرطي فيها أبيض، والمشتبه به أسود.
وعن ذلك، يشير موقع "باسيفيك ستاندرد" إلى أنّ السائقين غير البيض في الولايات المتحدة يواجهون أكثر من غيرهم احتمال إيقافهم على جانب الطريق. وحتى من بين المتوقفين أولئك، فإنّ السود أكثر عرضة للمساءلة، وعرض البطاقات والتراخيص، والتفتيش عن أسلحة وممنوعات.
ففي حادثة أخيرة، أظهرها مقطع فيديو، أطلق شرطي أبيض النار على سائق أسود أعزل في ساوث كارولاينا. ولم تكن الحادثة سوى واحدة من بين سلسلة طويلة من أخطاء شرطة السير الروتينية.
بعض هؤلاء السائقين فقط وصلت أخبارهم إلى الإعلام. ومنها حادثة أخرى قبل أشهر، وفيها أوقف شرطي أبيض سائقاً أسود جانباً كالعادة، وطلب أوراقه، وما إن مدّ السائق يده إلى جيب سرواله الخلفي، حتى عاجله الشرطي برصاصة ظناً منه أنّه يسعى إلى مسدس.
في حوادث كهذه، دائماً ما تشير الأخبار إلى عرقي السائقين وعناصر الشرطة على حدّ سواء. وليس الأمر بحاجة عندها للشرح أكثر. فمثل هذه الحوادث تمتد في التاريخ الأميركي الحديث، وتصل بجذورها العنصرية إلى ما هو أبعد.
بعد حادثتي ساوث كارولاينا بالذات، جمع أستاذ العلوم السياسية في جامعة "نورث كارولاينا ـ تشابيل هيل"، فرانك باومغارتنر، بيانات خاصة بمثل هذه الحوادث، ممّا توفر في معلومات الشرطة في ولاية نورث كارولاينا، على مدار 13 عاماً (هي الولاية الوحيدة التي تتيح هذه المعلومات). وحلل باومغارتنر عرق وجنس السائقين وأسباب إيقاف الشرطة لهم إلى جانب الطريق، وما إذا كان ذلك قد أدى إلى تفتيش سياراتهم.
ففي منطقة تشارلوت يوقف السائقون السود أكثر من البيض بشكل طفيف. لكن، وبصرف النظر عن سبب إيقافهم، فإنّ السود يخضعون للتفتيش أكثر بثلاث مرات من البيض.
وفي منطقة دورهام، وجد باومغارتنر وفريقه البحثي أنّ السود يشكلون 39 في المئة من السكان، لكنّ 57 في المئة من حوادث إيقاف شرطة دورهام للسائقين يتعرض لها سائقون سود. كذلك، فإنّ السائقين السود أكثر عرضة بمرتين للتفتيش الذاتي وتفتيش السيارة والتدقيق في الأوراق عن البيض.
كما يشير التقرير إلى أنّ القضية لا تتوقف على نورث كارولاينا. فمثل هذه السياسة منتشرة ضد السائقين السود في ميسوري وإيلينوي وماريلاند وماساشوستس وأوهايو ورود آيلاند وكونيكتكت، وكذلك في كندا.