متاجر الورد والعطورات وأدوات التجميل، وحتى الملابس والأحذية والديسكوتيك والحلويات، تمتلئ بشعارات الحبّ وبضائعه المختلفة تهيؤاً لعيد الحبّ المرتقب، الأحد المقبل.
الدببة الحمراء المحشوّة: أشكال مختلفة وأحجام متباينة تصل إلى العملقة، لكنّ اللون الأحمر يوحّدها جميعاً. فلا باندا منقّط أو كودياك بني أو دب قطبي أبيض يتسلّل، ولا شكل يخالف الأحمر.. رمز الحبّ الأصيل.
بعض المتاجر تعرض تمساحاً أحمر عملاقاً. يبدو أنّها تخصّصه لنوع مميّز من المحبّين، أو المحبّين السابقين، وربما المتخاصمين.
التمساح، كما يُعرف عنه، لا يملك من المشاعر شيئاً، بل لديه قدرة على خداع الآخر بعواطف مزيفة. فهو يتلاعب بالآخرين ويستدرّ عطفهم من أجل افتراسهم، كما تقول الخرافة المعروفة باسم "دموع التماسيح". علمياً، ليس الأمر كذلك، فدموع التماسيح التي تظهر عندما يكون خارج الماء خصوصاً، لها علاقة بجفاف عينيه، ولا دليل على علاقتها بمشاعر أو عواطف. لكن، وعلى الرغم من أنّه يستخدمها من أجل تنظيف عينيه وترطيبهما، فإنّها تظهر عندما يفترس الضحية، بحسب عالِم الحيوانات البريطاني آدم بريتون. من هنا تعززت الخرافة وتناقلتها الأجيال في كلّ ثقافة من الثقافات حول العالم.
قد يُراد للحبيب القاسي، اللعوب، الغدّار، وربما الخائن، في هذه الحالة، أن يُشبّه بالتمساح. فيُهدى إليه التمساح الأحمر ذاك كنوع من المزاح أو الرسالة الرمزية. التمساح صفة غالبة للذكور عادة، لكن لا مانع من استخدامها للإناث أيضاً، خصوصاً في عيد الحبّ: تمساح وتمساحة.
مثل هذه الهدية بإسقاطاتها الاجتماعية تناسب الكثير من "المحبين" اليوم، خصوصاً من يملأون العالم الافتراضي بخواطرهم وأشعارهم وشعاراتهم وأغانيهم المفضّلة وصورهم ونظرياتهم. لا يتعب هؤلاء من التنديد بالخيانة وانعدام الوفاء وقسوة هذا العالم. تجد فتاة مثلاً تركت حبيبها لسبب من الأسباب، أو تركها حبيبها، تندد بعالم الرجال "المتمسح" ككلّ، ولسان حالها مع الدموع المنهمرة والشهقات الصعبة: "كلّكم كذّابون خونة غشاشون". ومثلها من رفضته فتاة لسبب من الأسباب، أو تركته، يصبح شغله الشاغل الإساءة للأنثى ككلّ والانتقاص من حقوقها، وهو يشمل كلّ الجنس بصفات دونيّة تجد رواجاً وتهليلاً غالباً لدى آخرين.. وأخريات.
التمساح الأحمر يأخذ دوراً اليوم كرمز للحبّ. أكان ذلك على سبيل المزاح أو غيره، فإنّ التجار قرروا ذلك، وما على المحبّين إلاّ أن يتجاوبوا استهلاكياً. الأمر مماثل لاستهلاكهم الدببة، من دون أن يعلموا أنّ واحدة من أبرز صفات الدبّ بغض الآخرين.
اقرأ أيضاً: غير معقول