قبل أكثر من أسبوعَين انطلق العام الدراسي الجديد في تونس، ومع ذلك لم يلتحق آلاف التلاميذ بمدارسهم. وبينما ينتظر كثيرون منهم سدّ الشغور والتحاق المدرّسين بالمؤسسات التعليمية، ينتظر آلاف آخرون انتهاء أشغال تجهيز الأقسام (غرف الصفوف) في مدارسهم. وأشغال الصيانة تمثّل مشكلة في كل عام، إذ إنّ المؤسسات التربوية بمعظمها تعاني من بنية تحتية متدهورة تستوجب التدخل العاجل والترميم والإصلاح، في حين يُلاحظ تصدّع جدران وأسقف عدد كبير من المؤسسات الأخرى، بالإضافة إلى غياب أسوار تحمي التلاميذ والمدارس من السرقة.
وفي حوادث عدّة خلال السنوات الماضية، شهدت مدارس عدّة سقوط أحد أسقفها أو جدرانها خلال حصص التدريس، وإن من دون سقوط ضحايا. وهو الأمر الذي جعل المدرّسين مضطرين إلى الجمع بين تلاميذ صفَّين في المستوى نفسه في قاعة واحدة، نظراً إلى نقص عدد غرف الصفوف أو تدهور معظمها.
في بداية كل عام دراسي يُعاد طرح موضوع تدهور المدارس، ولا ينتهي مع انتهاء العام، خصوصاً في المناطق الريفية والجهات الداخلية. وهو الأمر الذي يدفع إلى المساهمة في ترميم بعض تلك المدارس وإصلاحها، من قبل جمعيات ومؤسسات صغرى أو حتى مبادرات من قبل أولياء أمور ومدرّسين لتأمين دراسة أفضل للتلاميذ. وعلى الرغم من ذلك، فإنّ تلك المبادرات لم تفِ بالغرض.
وكانت وزارة التربية من جهتها قد خصصت منذ عام 2015 اعتمادات مالية بقيمة 50 مليون دولار أميركي لصيانة وترميم 634 مدرسة ابتدائية ذات الأولوية، لا سيّما في المناطق الريفية والحدودية النائية. على الرغم من ذلك، فإنّ مئات المدارس ما زالت تنتظر التدخّل العاجل، لا سيّما في محافظة القيروان. على سبيل المثال، رفض أولياء أمور في مدرسة بهنشير بيشي في القيروان التحاق أبنائهم بها، بسبب عدم توفّر المياه فيها وذلك خوفاً من إصابتهم بالأمراض. من جهتهم، احتج الأهالي في منطقة بوحجلة من المحافظة نفسها، وأغلقت أبواب مدرسة "بئر الشرفاء" الابتدائية بسبب نقص كبير في عدد المدرّسين.
في السياق، يشير الكاتب العام للنقابة المحلية للتعليم بالقيروان سيد السبوعي لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "ستّ مدارس في المناطق الريفية في المحافظة لم تنطلق الدراسة بها بعد، بسبب النقص الكبير في عدد المدرّسين وعدم توفّر المياه الصالحة للشرب". تجدر الإشارة إلى أنّ النقص في الكادر التربوي يُقدّر بنحو 1370 مدرّساً. ويوضح السبوعي أنّ "الشغور في عدد من المؤسسات التربوية قد يصل إلى 10 مدرّسين، في حين أنّ بعض المدارس لا تضمّ سوى مدرّس واحد على غرار المدرسة الابتدائية في بئر الشرفاء التي تضمّ نحو 300 تلميذ. وفي مدارس أخرى، لا يوجد أيّ مدرّس من قبيل مدرسة بئر علي بن عمارة في منطقة أولاد عاشور التي تضمّ 140 تلميذاً".
اقــرأ أيضاً
وفي قضيّة مدرسة بهنشير بيشي في القيروان، أطلق مسؤولون كثيرون الوعود لتجاوز المشكلة، وآخرها تطمينات تفيد بأنّه سوف يُسرَّع العمل في حفر بئر سطحية في المؤسسة التربوية لتزويد التلاميذ بما يحتاجونه من مياه صالحة للشرب. لكنّ صالح غيضاوي، وهو أحد أولياء الأمور، يشير إلى أنّ "المدرسة تشكو بالإضافة إلى قضية مياه الشرب من مشاكل عدّة في البنى التحتية منذ سنوات، ومع ذلك لم نتلقّ سوى الوعود بإصلاحها".
إلى ذلك، يواصل عشرات المدرّسين وأولياء الأمور في المدرسة الابتدائية في منطقة السواعي من معتمدية قفصة الشمالية، إضرابهم، احتجاجاً على أوضاع المدرسة المتدهورة، لا سيّما لجهة تصدّع جدرانها وانقطاع المياه الصالحة للشرب. فتقول مفيدة، وهي والدة تلميذة في السنة الأولى، إنّها كانت تسمع شكاوى من قبل عدد كبير من الأهالي حول أوضاع المدارس وسوء البنى التحتية، "لكنّني وبعدما التحقت ابنتي بالمدرسة، فوجئت بأنّ الأمر أسوأ ممّا كنت أعتقد". ولا تخفي مفيدة خوفها من "تدهور الوضع أكثر ومن الجدران المتصدّعة في معظم الأقسام، خصوصاً بعد تكرر حوادث سقوط أسقف أو جدران في بعض الجهات".
في سياق متصل في المحافظة نفسها، في منطقة برج العكارمة، عثر أحد المدرّسين قبل أيام على أفعى خلال حصة تدريس في مدرسة المنجم الابتدائية التي تعاني من أوضاع متردية. وهذه ليست المرّة الأولى التي يعثر فيها أحد المدرّسين على أفعى داخل غرف الصفوف وفي شقوق جدرانها، خصوصاً في المناطق الريفية، في المدارس التي تفتقر إلى أسوار تحميها.
وقبل أسبوع تقريباً، عمد أهالي منطقة القطعاية من معتمدية قبلي الشمالية إلى نصب خيام تحمل أرقام قاعات التدريس الآيلة إلى السقوط في ساحة المدرسة الابتدائية في المنطقة، وذلك احتجاجاً على تأخر بدء العام الدراسي في تلك المؤسسة التعليمية من جرّاء الظروف غير الملائمة للدراسة. ويشير أحمد بن عمر، وهو من أولياء أمور التلاميذ هناك، إلى أنّ لقاءً أوّل حول الموضوع عُقِد في مقرّ المعتمدية، جرى خلاله التوقيع على محضر جلسة ينصّ على شروع أحد المقاولين في أشغال ترميم بعض القاعات. يُذكر أنّه في يناير/ كانون الثاني الماضي، عمد أهالي منطقة منزل شاكر في صفاقس إلى نصب خيام نظراً إلى أوضاع أقسام إحدى المدارس الآيلة إلى السقوط، خصوصاً بعد انهمار الأمطار.
اقــرأ أيضاً
وفي حوادث عدّة خلال السنوات الماضية، شهدت مدارس عدّة سقوط أحد أسقفها أو جدرانها خلال حصص التدريس، وإن من دون سقوط ضحايا. وهو الأمر الذي جعل المدرّسين مضطرين إلى الجمع بين تلاميذ صفَّين في المستوى نفسه في قاعة واحدة، نظراً إلى نقص عدد غرف الصفوف أو تدهور معظمها.
في بداية كل عام دراسي يُعاد طرح موضوع تدهور المدارس، ولا ينتهي مع انتهاء العام، خصوصاً في المناطق الريفية والجهات الداخلية. وهو الأمر الذي يدفع إلى المساهمة في ترميم بعض تلك المدارس وإصلاحها، من قبل جمعيات ومؤسسات صغرى أو حتى مبادرات من قبل أولياء أمور ومدرّسين لتأمين دراسة أفضل للتلاميذ. وعلى الرغم من ذلك، فإنّ تلك المبادرات لم تفِ بالغرض.
وكانت وزارة التربية من جهتها قد خصصت منذ عام 2015 اعتمادات مالية بقيمة 50 مليون دولار أميركي لصيانة وترميم 634 مدرسة ابتدائية ذات الأولوية، لا سيّما في المناطق الريفية والحدودية النائية. على الرغم من ذلك، فإنّ مئات المدارس ما زالت تنتظر التدخّل العاجل، لا سيّما في محافظة القيروان. على سبيل المثال، رفض أولياء أمور في مدرسة بهنشير بيشي في القيروان التحاق أبنائهم بها، بسبب عدم توفّر المياه فيها وذلك خوفاً من إصابتهم بالأمراض. من جهتهم، احتج الأهالي في منطقة بوحجلة من المحافظة نفسها، وأغلقت أبواب مدرسة "بئر الشرفاء" الابتدائية بسبب نقص كبير في عدد المدرّسين.
في السياق، يشير الكاتب العام للنقابة المحلية للتعليم بالقيروان سيد السبوعي لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "ستّ مدارس في المناطق الريفية في المحافظة لم تنطلق الدراسة بها بعد، بسبب النقص الكبير في عدد المدرّسين وعدم توفّر المياه الصالحة للشرب". تجدر الإشارة إلى أنّ النقص في الكادر التربوي يُقدّر بنحو 1370 مدرّساً. ويوضح السبوعي أنّ "الشغور في عدد من المؤسسات التربوية قد يصل إلى 10 مدرّسين، في حين أنّ بعض المدارس لا تضمّ سوى مدرّس واحد على غرار المدرسة الابتدائية في بئر الشرفاء التي تضمّ نحو 300 تلميذ. وفي مدارس أخرى، لا يوجد أيّ مدرّس من قبيل مدرسة بئر علي بن عمارة في منطقة أولاد عاشور التي تضمّ 140 تلميذاً".
وفي قضيّة مدرسة بهنشير بيشي في القيروان، أطلق مسؤولون كثيرون الوعود لتجاوز المشكلة، وآخرها تطمينات تفيد بأنّه سوف يُسرَّع العمل في حفر بئر سطحية في المؤسسة التربوية لتزويد التلاميذ بما يحتاجونه من مياه صالحة للشرب. لكنّ صالح غيضاوي، وهو أحد أولياء الأمور، يشير إلى أنّ "المدرسة تشكو بالإضافة إلى قضية مياه الشرب من مشاكل عدّة في البنى التحتية منذ سنوات، ومع ذلك لم نتلقّ سوى الوعود بإصلاحها".
إلى ذلك، يواصل عشرات المدرّسين وأولياء الأمور في المدرسة الابتدائية في منطقة السواعي من معتمدية قفصة الشمالية، إضرابهم، احتجاجاً على أوضاع المدرسة المتدهورة، لا سيّما لجهة تصدّع جدرانها وانقطاع المياه الصالحة للشرب. فتقول مفيدة، وهي والدة تلميذة في السنة الأولى، إنّها كانت تسمع شكاوى من قبل عدد كبير من الأهالي حول أوضاع المدارس وسوء البنى التحتية، "لكنّني وبعدما التحقت ابنتي بالمدرسة، فوجئت بأنّ الأمر أسوأ ممّا كنت أعتقد". ولا تخفي مفيدة خوفها من "تدهور الوضع أكثر ومن الجدران المتصدّعة في معظم الأقسام، خصوصاً بعد تكرر حوادث سقوط أسقف أو جدران في بعض الجهات".
في سياق متصل في المحافظة نفسها، في منطقة برج العكارمة، عثر أحد المدرّسين قبل أيام على أفعى خلال حصة تدريس في مدرسة المنجم الابتدائية التي تعاني من أوضاع متردية. وهذه ليست المرّة الأولى التي يعثر فيها أحد المدرّسين على أفعى داخل غرف الصفوف وفي شقوق جدرانها، خصوصاً في المناطق الريفية، في المدارس التي تفتقر إلى أسوار تحميها.
وقبل أسبوع تقريباً، عمد أهالي منطقة القطعاية من معتمدية قبلي الشمالية إلى نصب خيام تحمل أرقام قاعات التدريس الآيلة إلى السقوط في ساحة المدرسة الابتدائية في المنطقة، وذلك احتجاجاً على تأخر بدء العام الدراسي في تلك المؤسسة التعليمية من جرّاء الظروف غير الملائمة للدراسة. ويشير أحمد بن عمر، وهو من أولياء أمور التلاميذ هناك، إلى أنّ لقاءً أوّل حول الموضوع عُقِد في مقرّ المعتمدية، جرى خلاله التوقيع على محضر جلسة ينصّ على شروع أحد المقاولين في أشغال ترميم بعض القاعات. يُذكر أنّه في يناير/ كانون الثاني الماضي، عمد أهالي منطقة منزل شاكر في صفاقس إلى نصب خيام نظراً إلى أوضاع أقسام إحدى المدارس الآيلة إلى السقوط، خصوصاً بعد انهمار الأمطار.