تكنولوجيا الفيديو في قفص الاتهام...هل جعل الـ"فار" لخدمة الكبار؟

ناصر صادق

avata
ناصر صادق
04 يوليو 2018
76BBB89E-6379-4ED9-8C02-05203487E31B
+ الخط -
وأغفل الحكم الأميركي مارك غيغر"الأسوأ في دور الـ16" التدخل في الاحتكاك الذي تم بين اللاعب الإنكليزي جوردان هندرسون ونظيره الكولومبي ويلمار باريوس، في لقاء المنتخبين بالدور ثمن النهائي، ولكن الحكم المساعد للفيديو "فار"، الذي لم يكن ليتدخل لو أن المخالفة على اللاعب الإنكليزي، تواصل مع الحكم المتواضع فنيا وإداريا ودار نقاش بينهما انتهى بإنذار الحكم الاعب الكولومبي، مع أن بروتوكول تدخل "فار" بحسب نص قانون كرة القدم يمنعه من التدخل في حالات الإنذار المماثلة، إلا إذا أنذر الحكم لاعبا بالخطأ وهو يقصد آخر، فهنا يجب التصحيح له.

وكان أول استخدام واضح لتقنية "فار" في مونديال روسيا، في ثالث أيام البطولة عندما لم يحتسب الحكم الأوروغواني أندريس الكرة كونها ركلة جزاء لفرنسا أمام أستراليا، فقام حكم المساعد الفيديو بالتواصل معه ليخرج ويتأكد من صحة ضربة الجزاء ويعود إلى الملعب ليحتسبها وتفوز فرنسا 2-1.

وظلمت تقنية "فار" المنتخب التونسي، عندما احتسب الحكم الأميركي كوري روكويل ضربة جزاء مبكرة للمنتخب البلجيكي في الدقيقة الخامسة، رغم أن المخالفة على المهاجم الذي دهس قدم المدافع التونسي كما أن الالتحام تم أصلا خارج منطقة الجزاء أي أنها حتى لو كانت على المدافع فيجب أن تكون ضربة حرة مباشرة.

والمريب أن حكم المساعد الفيديو في هذه المباراة وهو الأميركي أيضا مارك جيجر، لم يتدخل رغم أن لديه اللقطات والصور وإمكانية الإعادة، بل والأدهى من ذلك أنه أشار على الحكم بصحة قراره، وهو ما أظهرته إشارات الحكم بيديه.

وشهدت مباراة البرازيل وكوستاريكا أوّل حالة إلغاء لضربة جزاء بعد اللجوء لتقنية حكم الفيديو المساعد في المونديال، كما أنها من الحالات النادرة التي وقفت فيها التقنية الجديدة مع الصغار، عندما احتسب الحكم الهولندي بيورن كيبرز في الدقيقة 78 ضربة جزاء لنيمار ثم ألغاها بعد تدخل "فار"، وكان تدخله صحيحا لعدم وجود مخالفة من المدافع حيث قام نيمار بالتمثيل بوضوح.

وتعرض المنتخب المغربي لظلم من "فار" أيضا في مباراته مع إسبانيا، عندما ألغى الحكم الأوزبكي رفشان إيرماتوف هدف الإسباني إياغو أسباس بداعي التسلل بناء على راية الحكم المساعد الثاني.

واحتج الإسبان، ليتدخل "فار" ويقف كعادته مع الكبار، ويؤكد صحة الهدف الذي جاء في الوقت القاتل بالدقيقة 91 ليمنح إسبانيا التعادل 2-2 وصدارة المجموعة الثانية، مع أن المهاجم  الإسباني كان متسللا بجزء من جسمه وهو ما أظهرته الإعادة الدقيقة.

ووجه هيرفي رينار المدير الفني للمنتخب المغربي انتقادا لاذعا للحكم و"فار"، مؤكدا عدم صحة الهدف، وأعرب الجناح الأيمن لأسود الأطلس نور الدين أمرابط، عن امتعاضه من تقنية حكم الفيديو المساعد التي منحت إسبانيا هدف التعادل الثاني رغم وجود شبهة تسلل في الهدف متهما حكم المباراة بالانحياز لإسبانيا، كما اتهم زميله المهاجم يونس بلهندة، تقنية الفيديو بأنها وجدت لمساعدة الفرق الكبيرة فقط، وهو ما أكده أيضا زميله نبيل درار، الذي اتهم "فار" بالتمييز وخدمة أجندة المنتخبات الكبيرة.

وتسبب "فار" في إخراج المنتخب السنغالي ممثل أفريقيا الذي كان الأوفر حظوظا في الدور الأول، عندما احتسب الحكم الصربي مازيتش ضربة جزاء لصالحه في مباراته مع نظيره الكولومبي، لكن حكم المساعد الفيديو تدخل واستدعى الحكم الذي ألغى ركلة الجزاء، رغم أن المدافع الكولومبي عرقل بوضوح المهاجم السنغالي من ركبته قبل لمسه الكرة، وخسرت السنغال وخرجت من الدور الأول وصعدت كولومبيا للدور الثاني.

وتغاضى الحكم في مباراة البرازيل وكوستاريكا، عن احتساب ركلة جزاء لكوستاريكا رغم وجود مخالفة الدفع من المدافع البرازيلي داخل منطقة جزائه والكرة في اللعب، ولم يتدخل "فار" لتصحيح القرار، كما لم يتدخل أيضا لاحتساب ضربة جزاء للسويد في مباراتها أمام ألمانيا، رغم وجود مخالفتين من المدافع الألماني في آن واحد هما الدفع والعرقلة.

وتدخل حكم المساعد الفيديو "فار" لإنقاذ منتخب الأرجنتين من ضربة جزاء احتسبها الحكم ضده نتيجة لمسة يد من المدافع في الدقيقة 76، وبغض النظر عن صحة القرار من عدمه، هل لو كان تدخله ضد الأرجنتين وليس لصالحها، كان "فار" سيتدخل، أم أنه يتدخل لصالح المنتخبات الكبيرة فقط؟!



ذات صلة

الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.
الصورة
مسيرة احتجاجية في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، 25 يوليو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

طالبت عائلات المعتقلين السياسيين في تونس بإطلاق سراحهم بعد مضي سنة ونصف سنة على سجنهم، وذلك خلال مسيرة احتجاجية انطلقت وسط العاصمة.
الصورة
تظاهرة شعبية في الرباط تضامناً مع غزة، 11 فبراير 2024(Getty)

مجتمع

أطلق "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب"، الأربعاء، عريضة وطنية تطالب بالتراجع الفوري عن اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.
الصورة
استياء في المغرب بعد رفض تكريم طالبة لارتدائها الكوفية الفلسطينية

مجتمع

لا يزال الجدل متواصلاً في المغرب بشأن رفض عميد كلية توشيح طالبة متفوقة في المدرسة العليا للتكنولوجيا، بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية خلال حفل تكريم.
المساهمون