تكتيك التمريرات القُطرية.. أسرار وراء انتصارات إشبيلية ودورتموند

10 نوفمبر 2015
+ الخط -


يختلف ليونيل ميسي عن بقية لاعبي جيله، ليس بسبب أهدافه أو موهبته فقط، ولكن في طريقته الذكية في اللعب، وأسلوبه الأقرب إلى السهل الممتنع، في حصوله على الكرة واتخاذه القرار في سرعة خاطفة، وتألق الأرجنتيني بشكل مضاعف خلال الموسم الماضي، بعد تحوله قليلاً إلى الناحية اليمنى، وبعد أن توقع أغلب المتابعين هبوط أسهم ليو في مركزه الجديد، فاجأ الملك رقم 10 الجميع بأداء استثنائي، نتيجة براعته في المراوغة من الطرف إلى العمق، مع كسب موقف 1 ضد 1، والدخول بالكرة إلى المناطق الخطيرة أمام منطقة الجزاء، من الخط الجانبي إلى قلب الهجوم، في حركة قُطرية واضحة، أعادة الحياة إلى هذا الاتجاه المنسي من التكتيك.

التمريرات
تزيد قيمة التمريرات في الكرة الحديثة، وتتفوق الفرق خلال المباريات الكبيرة، كلما نجحت في توفير أكبر قدر ممكن من زوايا التمرير، داخل أضيق الفراغات في نصف ملعب المنافس، لذلك تتضاعف أهمية التمرير القُطري، أي توصيل الكرات إلى أنصاف المسافات، ولعب التمريرة دائماً في الجزء غير المتوقع.

التمريرات الطولية هي الوسيلة الأفضل لقطع المسافات، ولكن اللاعب الذي يستقبل التمريرة، يكون في الغالب ظهره للمرمى، لذلك يجد صعوبات كبيرة في التعامل إذا واجه ضغطاً قوياً، بينما التمرير العرضي يعطي صاحبه أريحية أكبر في الحيازة والسيطرة، لكنه يعتبر عاملاً سلبياً في بعض الأحيان، لأنك لا تقترب من مرمى المنافس، كما يحدث مؤخراً مع مانشستر يونايتد تحت قيادة الهولندي لويس فان غال، تمريرات عرضية عديدة من دون جدوى.

وبالتالي تكمن قيمة التمريرات القطرية في كونها تأخذ عامل المفاجأة بالنسبة للخصم، كذلك تؤدي هذه التمريرة إلى كسب مسافة على الأرض، مع حرية أكبر يجدها مستلم الكرة، لأن اللعب ينتقل من جانب إلى آخر، وبالتالي يصعب على الفريق الآخر الدفاع المثالي في هذه الحالة، لأنه لا يستطيع أبداً توقع طريقة لعب المجموعة المالكة للكرة.

إشبيلية




في قمة الأسبوع الماضي من الليغا، فاز إشبيلية على ريال مدريد في مباراة كبيرة لأبناء الأندلس، مع تألق لافت للأوكراني يفغن كونوبليانكا، اللاعب الذي تفوق بامتياز في قلب اللعب، من زاوية إلى أخرى، ومن جانب إلى نظيره المعاكس، عن طريق خفة حركته بالكرة، وتميزه في التمرير القطري، بالتعاون مع الظهير الذي يضرب من الطرف إلى عمق منطقة الجزاء.

وبعيداً عن مراوغاته وتفوقه المستمر على دانيلو ظهير الريال، قدم كونوبليانكا الإضافة المنتظرة في ما يخص قلب اللعب في أضعف نقاط الدفاع المدريدي، عن طريق حصوله على الكرة يساراً، ومن ثم قلب حركته إلى الداخل، ولعب تمريرة قطرية إلى الزاوية الأخرى مباشرة، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.

يركز دفاع الريال على العمق واليسار، لأن الأوكراني سيتحرك فقط في مكانين لا أكثر ولا أقل، لكن تمريرة واحدة غير متوقعة، مع تحرك ذكي من ظهير الأندلس، تتحول اللعبة إلى فرصة مؤكدة أمام مرمى الريال، هكذا لعب يفغن أروع مبارياته هذا الموسم أمام كتيبة رافا بينيتيز.

دورتموند




توماس توخيل من أبرز المدربين الذين يهتمون بهذا الجانب التكتيكي، لذلك يلعب دورتموند بأكبر عدد ممكن من اللاعبين في الثلث الهجومي الأخير، مع عودة الياباني كاغاوا إلى الخلف قليلاً، حتى يستلم الكرة من المنتصف، بعيداً عن رقابة مدافعي الخصم، وعندما يحصل شينجي على الحرية الكروية، تزيد أمامه الخيارات في الداخل، ميخيتاريان ورويس وأوباميانغ.

لكن الألماني لا يمرر أبداً بالشكل الطولي إلى من يتقدم داخل منطقة الجزاء، كذلك لا يفكر في التمرير العرضي إلى من يجاوره، سواء غاندوغان أو فيغيل، لأن صانع اللعب يفكر سريعاً في الحل القطري، ويقلب أسلوب اللعب من جانب إلى آخر، معتمداً على نظرته الثاقبة التي تغطي مختلف زوايا التمرير.

لذلك تعددت أهداف دورتموند بنفس الطريقة المعهودة، يحصل كاغاوا على الكرة، يمررها بشكل قطري إلى المنطلق جينتر، يحصل الظهير على فرصة أفضل بعيداً عن الرقابة، فيمررها بكل سلاسة إلى القابع أمام مرمى الخصوم، ليقدم بروسيا أفضل كرة هجومية له هذا العام، بتسجيله أهدافاً عديدة مع صناعته فرصاً بالجملة.

لمتابعة الكاتب
المساهمون